إعداد وتقديم : بيتر عاطف
اشخاص كتير لما يتفرجوا على أفلام فيها مشاهد نصب غريبة مثلاً زي فيلم العتبة الخضراء لإسماعيل ياسين
لما قدر النصاب انه يقنع شخص قروي بسيط انه يبيع له ميدان العتبة
وعلى الرغم من انها مفارقة كوميدية لكن اشخاص كتير هيقولوا ان ده مش ممكن يحصل في الحقيقة وان الاحداث دي متحصلش غير في الأفلام بس وصعب يكون فيه حد بالسذاجة دي انه يشتري ميدان العتبة 

وفعلاً مفيش حد اشترى ميدان العتبة
لكن فيه حادثت نصب اغرب من كدة حصلت في مصر لما قدر نصاب انه يبيع تروماي العتبة
هنوضح في الحلقة دي اغرب حادثة نصب حصلت في مصر

 في سنة 1948 كان عايش في القاهرة نصاب اسمه " رمضان أبو زيد " عنده 27 سنة
وكان واقف في " شارع القصر العيني " مستني التورماي لغاية لما جه فلاح بسيط اسمه "حفظ الله سليمان" وسأل رمضان عن الميعاد الي بيوصل فيه التروماي
وجاوبه رمضان وابتدأ انه يتكلم معاه وعزمه على سجارة علشان تكون الطعم الأول للفلاح البسيط لما شاف رمضان فيه الحيرة والسذاجة
وده خلى رمضان يخطط انه ينصب عليه

وابتدأ رمضان يتكلم مع حفظ الله ويسأله ايه الي جابك القاهرة يا حفظ الله ؟
فقاله حفظ الله انه مش لاقي شغل كويس في القرية بتاعته فقرر انه ياخد كل الفلوس الي معاه  ويجي القاهرة علشان يعمل مشروع يقدر يشتغل فيه
 وبكدة اطمن رمضان ان الضحية بتاعته معاها فلوس كتير وهيقدر ينصب عليه بسهولة بسبب السذاجة بتاعته
فبدأ رمضان انه يعرض أفكار مشاريع لحفظ الله علشان يشتغل فيها
لكن كل المشاريع الي عرضها رمضان كان حفظ الله بيرفضها ويقوله  "لا انا مش بفهم في المشاريع دي " وده خلى رمضان يشك ان عملية النصب دي هتكمل

ولما جه التروماي كان زحمة جدا وده خلى حفظ الله يستغرب من عدد الناس الي في التروماي
فقال رمضان وهو بيهزر " طيب ايه رايك يا حفظ الله ابيعلك التروماي ده "
لكن الغريبة ان حفظ الله عجبته الفكرة جدا ووافق عليها
وسأل حفظ الله رمضان " بكان التروماي ده "

فقاله رمضان " انت راجل طيب وانا هبيعهولك بـ200 جنيه بس "
فقاله حفظ الله " ده مبلغ كبير انا مش معايا المبلغ ده انا كل الي معاية 80 جنيه بس "
فقاله رمضان " انت علشان راجل طيب انا هاخد منك الـ80 جنيه دول وباقي المبلغ هخليك تكتب كمبيالات بيهم "
وفرح حفظ الله وشاف ان دي فرصة العمر ليه لانه هيقدر يكسب اكتر من 80 جنيه في اليوم الواحد
فقال رمضان لحفظ الله تعالى علشان نمضي عقد البيع
ووداه رمضان عن محامي صاحبه متفق معاه على كل حاجة 
وبعد ما خلصوا العقود راحوا ميدان العتبة علشان يستلم حفظ الله المشروع بتاعه
ولما جه التروماي ركب النصاب ومعاه الفلاح البسيط

وراح رمضان للكمسري واداله " قرش صاغ " ووصاه على حفظ الله وقاله خلي بالك منه علشان هو مش من هنا وميعرفش حاجة في القاهرة ونزله في اخر محطة للتروماي
ورجع رمضان لحفظ الله وقاله انه ياخد الأجرة كلها من الكمسري في اخر محطة
وقاله " خلي بالك يا حفظ الله من الركاب عدهم كويس علشان ممكن الكمسري ينصب عليك "
ونزل رمضان من التروماي
وفي اخر محطة جه الكمسري يطلب من حفظ الله انه ينزل
لكن الكمسري اتفاجئ ان حفظ الله بيطلب منه الفلوس الي اخدها من الركاب
وافتكر الكمسري ان الفلاح بيهزر ومش بيتكلم بجد

لكن بعد كدة بدأوا يتخانقوا مع بعض لما افتكر حفظ الله ان الكمسري عاوز ينصب عليه ومش عاوز يديله الفلوس
والكمسري افتكر انه ده راجل مجنون
ومنتهتش الخناقة غير وهما في قسم الشرطة
وهناك فهم حفظ الله انه اتنصب عليه
لكن لحسن الحظ قدر البوليس انه يقبض على رمضان أبو زيد علشان هو كان واحد من اشهر النصابين في المكان ده
وواجهوا حفظ الله مع رمضان الي اتعرف عليه واكد التهمة ضده
واتوجهت تهمة النصب والاحتيال لرمضان أبو زيد واتحكم عليه بالسجن لمدة سنتين ونصف
وبقت واحدة من اشهر حوادث النصب في تاريخ مصر وكتبت عنها الصحف المصرية وكمان كتبت عنها كتير من الصحف الأجنبية
وبعد 10 سنين تقريبا كانت حادثة النصب دي هي الي الهمت صناع الأفلام علشان يصوروا فيلم العتبة الخضرا سنة 1959

وبقى رمضان أبو زيد مثال للنصاب الذكي المحترف وحفظ الله سليمان مثال للفلاح القروي الساذج الي اتنصب عليه بكل سهولة