عرض/ سامية عياد 
وجود الله فى حياتنا أعظم عطية يجب أن نطلبها من الله أكثر مما نطلب من احتياجات وأمور مادية ، فإذا وجد الله فى حياتنا فسيدبر كل الأمور لخيرنا "اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم" ..
 
نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية فى مقاله "تطلوبننى فتجدوننى" اكد لنا أن الله يريد أن نطلبه هو لأن الغد فى يده هو ، فإذا تمتع الإنسان بوجود الله فسيأمن المجهول ويشعر بالأمان والطمأنينة القلبية ، نقول فى المزمور "إنما الله انتظرت نفسى ، من قبله خلاصى ، إنما هو صخرتى وخلاصى ، ملجأى فلا أتزعزع" فالله كالصخرة القوية فى حياة الإنسان كلها وهو ما يدل على أهمية وجود الله كأساس قوى لحياة الإنسان كلها ، بكل ما فيها من احتياجات وأعمال وعلاقات اجتماعية وروحية ومادية .
 
 ليس معنى هذا أن الله لا يريد أن نطلب منه شىء يخص احتياجاتنا ، بل قال لنا "اسألوا تعطوا ، اقرعوا يفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ ، ومن يطلب يجد ، ومن يقرع يفتح له" ، الله يريد أولا أن نطلبه هو فى حياتنا لذا قال أيضا "اطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملا" فالنفس البشرية خلقت على صورته ولا تقدر أن تشبع إلا به وحده ، الله مهتم بنا ويدبر كل احتياجاتنا وهو فقط يريد أن نطلبه هو.
 
لذا علينا بالثقة والإيمان فى وجود الله فى حياتنا من خلال الممارسات الروحية مثل السهر للصلاة "اصحوا واسهروا لأن إبليس عدوكم يجول كأسد زائر.." ، علينا التمسك بوصايا الله والسير عليها فى حياتنا "لو لم تكن شريعتك تلاوتى لهلكت حينئذ فى مذلتى" . 
 
فلنطلب بلجاجة من الله أن يدبر حياتنا كما يشاء ، وأن ننمو روحيا ونقوى علاقاتنا به لكى ننال ملكوت السموات ...