سليمان شفيق
الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 المقرر اجراؤها يوم الثلاثاء 3 نوفمبر من عام 2020 هي الانتخابات الرئاسية الأمريكية الـ 59 التي تجرى كل أربع سنوات. سيختار الناخبون ناخبين رئاسيين، سيقومون بدورهم بانتخاب رئيس جديد ونائب رئيس جديد من خلال الدائرة الانتخابية أو إعادة انتخاب المرشحين المنتهية ولايتهم.

    قبل نحو مئة يوم من موعد الاستحقاق الذي سيتنافس فيه جون بايدن مع الرئيس دونالد ترامب، يواجه نائب الرئيس السابق مهمة صعبة في انتقاء الشخصية التي ستتولى منصب نائب الرئيس، في حال فوزه في الانتخابات

هكذا تقترب الانتخابات الامريكية من مرحلتها الأخيرة، وفي ضوء ذلك يستعد المرشح الديمقراطي جو بادين للكشف عن الشخصية التي اختارها لتكون نائبا له في حال فوزه، والتي يرجح أن تكون امرأة من أصول أفريقية، ولعل من بين أبرز الأسماء المطروحة، السيناتورة كامالا هاريس والمستشارة السابقة للأمن القومي سوزان رايس، لاستمالة شريحة الناخبين ذوي الأصول الأفريقية من جهة، ومن جهة أخرى لتلبية دعوات قيادات الحزب.

من المرجح أن يكشف بايدن في مطلع أغسطس اسم هذه الشخصية، قبل أسابيع من المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي سيعقد في قسمه الأكبر هذا العام عبر الفيديو.

وسبق أن تعهد بادين (77 عاما) علنا اختيار امرأة للمنصب، وبعد الاحتجاجات التي جرت مؤخرا ضد اللامساواة العرقية على خلفية مقتل جورج فلويد على يد الشرطة، طالبه ديمقراطيون باختيار مرشحة تنحدر من أصول أفريقية.

وقد يختار بايدن السيناتورة كامالا هاريس أو المستشارة السابقة للأمن القومي سوزان رايس (كلتاهما 55 عاما)، لاستمالة شريحة الناخبين السود الذين ساهموا بشكل أساسي في فوزه في الانتخابات التمهيدية، ولتلبية دعوات قيادات الحزب.

لكنه قد يميل إلى اختيار السيناتورة إليزابيث وارن في محاولة لتنشيط الجناح التقدمي في الحزب، علما أنها تبلغ 71 عاما وبالكاد تعتبر ممثلة للجيل الجديد.

ومن الشخصيات المطروحة أيضا، تامي داكوورث (52 عاما) التي تنحدر من أصول آسيوية، وهي محاربة سابقة في الجيش الأمريكي أصبحت سيناتورة عن إيلينوي، ما من شأنه أن يستميل الجمهوريين المعارضين أو المستقلين الباحثين عن بديل معتدل.

ومن بين المنافسات الأخريات النائبة فال ديمينغز التي لعبت دورا فاعلا في توجيه التهم لترامب في المحاكمة التي كانت ترمي لعزله في يناير/كانون الثاني، وهي أول امرأة سوداء تتولى قيادة شرطة أورلاندو.

ومن الأسماء المطروحة أيضا النائبة كارين باس التي تترأس كتلة السود في الكونغرس، ورئيسة بلدية أتلانتا كيشا لانس بوتومز التي أصيبت مطلع يوليو بفيروس كورونا.

وهناك أيضا مرشحتان تنحدران من أصول لاتينية هما حاكمة نيو مكسيكو ميشيل لوجان غريشام، وحاكمة نيفادا كاثرين كورتيز ماستو، وهي أول امرأة من أصول لاتينية تنتخب عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي.

جو بايدن هو الرجل الذي قد يحول دون بقاء دونالد ترامب في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات اخرى بعد ان تم اختيار نائب الرئيس السابق مرشحاً للرئاسة عن الحزب الديمقراطي لانتخابات نوفمبر الرئاسية.

بالنسبة إلى مؤيديه هو خبير في السياسة الخارجية وصاحب عقود من الخبرة في واشنطن وهو متحدث مقتدر صاحب لسان فصيح بمقدوره الوصول إلى الناس العاديين ورجل واجه بشجاعة مآس شخصية كبيرة عديدة.

بالنسبة لمناوئيه هو ابن مؤسسة الحكم في واشنطن وصاحب زلات لا تصدق (لديه أيضاً ميل غريب إلى شم شعر النساء) فهل يملك ما يلزم لطرد ترامب من البيت الأبيض؟

بايدن ليس غريباً عن الحملة الانتخابية، فقد بدأت مسيرته المهنية في واشنطن في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1973 (قبل 47 عاماً) وقاد أول حملة لانتخابات الرئاسة في عام 1987 (قبل 33 عاماً).

بايدن متحدث حماسي امام الحشود لكنه يرتكب بعض الهفوات التي تتحول الى عناوين في وسائل الاعلام
كرر خلال التجمعات الانتخابية قوله: "كان أسلافي يعملون في مناجم الفحم في شمال شرق ولاية بنسلفانيا" وأنه غاضب لأنهم لم يحصلوا على الفرص التي يستحقونها في الحياة.

لم يكن أي من أسلافه من عمال مناجم الفحم فقد سرق هذه المقولة والعديدة غيرها من خطابات السياسي البريطاني العمالي نيل كينوك الذي كان أقاربه عمال مناجم فعلاً. وكانت تلك مجرد واحدة من بين العديد مما بات يعرف باسم "قنابل جو".

وقال عام 2012 أمام حشد كبير متفاخراً بتجربته السياسية: "يمكنني القول أنني عرفت ثمانية رؤساء، ثلاثة بشكل حميمي" مما فهم من هذا الكلام أنه مارس الجنس معهم بدلاً من كونهم مجرد أصدقاء مقربين.

خلال الفترة ما بين 2009 الى 2017 كان بايدن نائبا للرئيس أوباما
وبصفته نائباً للرئيس أوباما في عام 2009 أثار الفزع لدى الناس عندما قال هناك "احتمالا بنسبة 30 في المائة أننا سنخطئ في تعاملنا مع المسألة الاقتصادية".

أثارت هذه الجملة عاصفة إعلامية اجبرت فريق مستشاريه على محاولة التقليل من فكرة أن حصوله على أصوات الأمريكيين من أصل أفريقي أمر مسلم به.

خلال حديثه الاذاعي مع الناشط الاسود شارلمان ثا كاد ارتكب بايدن هفوة كبيرة
من السهل أن ترى لماذا كتب صحفي في مجلة نيويورك العام الماضي أن "الكلام الذي يتحدث به بايدن دون أن يفكر مليا بما يقوله بات الشغل الشاغل لفريق حملته بأكمله ويركز على تجنبه بأي ثمن"

ولكن هناك جانب آخر لمهاراته الخطابية في عالم يضم الكثير من الساسة الآليين الذين يتكلمون كما يملى عليهم. بايدن هو شخص حقيقي يتكلم بما هو مؤمن به.

فاز بايدن بعضوية مجلس الشيوخ لسبع دورات
بايدن قادر على اثارة مشاعر تجمع من العمال ذوي الياقات الزرقاء عبر خطاب مباشر وتلقائي وبعدها يختلط بالحشد فيصافح ويربت على الظهور ويلتقط صور شخصية مثل نجم روك بشعر فضي.

وقال وزير الخارجية الأمريكي السابق والمرشح الرئاسي جون كيري لمجلة نيويوركر: "إنه يجذبهم ويحتضنهم معنوياً وجسدياً أحياناً". "إنه سياسي قريب من القلب وكل ذلك حقيقي وبلا تمثيل أو تصنع". ولكن كيف بات يشعر باللمس فعلاً أصبح مصدر متاعب ومشاكل لبايدن”.