عرض/ سامية عياد
فضيلة الشبع الداخلى من الفضائل التى تحفظ الإنسان من مغريات العالم ويترفع عن كل الصغائر والنقائص ولا يجرى وراء شبع خارجى ، أمنا العذراء مريم مثالا حيا ونموذجا نقتدى به لهذه الفضيلة..
 
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "الشبع الداخلى" وضح لنا كيف تميزت العذراء مريم بفضيلة الشبع الداخلى بكافة أنواعه روحيا ونفسيا وعاطفيا وفكريا فجعلها تدوس على كل مغريات العالم ، أولا: الشبع الروحى ، كانت من صغرها تحيا  فى الهيكل وسط الصلوات والتسابيح والعظات فتقوت روحيا ولم يستطع العالم أن يغريها ، ثانيا الشبع النفسى ، تميزت العذراء بالنفس الشبعانة فاستطاعت أن تدوس على أى شبع خارجى سواء مال او شهوات او مقتنيات كقول الكتاب المقدس "النفس الشبعانة تدوس العسل ، وللنفس الجائعة كل مر حلو" .
 
ثالثا: الشبع العاطفى ، كان قلب أمنا العذراء يفيض بالحب نحو الله والناس ، حب الخير وحب الخدمة ، لقد خدمت أليصابات ثلاثة أشهر كاملة واتضح حبها للناس كما فعلت فى عرس قانا الجليل ، ومازالت تفعل بشفاعتها عن الناس ، رابعا: الشبع الفكرى ، كانت العذراء ممتلئة من كل فكر صالح ، تتميز بالحكمة والمعرفة ، فتسبحتها الجميلة التى قالتها فى بيت زكريا وأليصابات توضح مدى معرفتها لكثير من أسفار العهد القديم.
 
فلنتشبه بأمنا مريم فلنشبع بالصلاة والقراءات الروحية والتسابيح ، لتشبع نفوسنا بالفضيلة حتى تدوس الخطيئة التى قد تبدو كالعسل ، فلنشبع  بالحب الذى يحمينا ويحفظنا من السقوط ، علينا أن نحرص على الحب والحنان ليشبع بهما أفراد الأسرة ولا يبحثون عنه فى الخارج ، فلنشبع بالحكمة والمعرفة والفهم حتى لا نسقط فى تيارات فكرية خاطئة ، "الحكمة هى الرأس ، فاقتن الحكمة .." ..