كتب – روماني صبري 
 
قال الروائي والمفكر يوسف زيدان، أن مفهوم الفلسفة يحتاج لضبط الدلالات بشكل دقيق، حتى لا يحدث اختلاط واضطراب في المفاهيم العامة.
 
كل ما هو نمطي لا يخلو من سخف 
وشرح "زيدان" مفهوم الفلسفة في فيديو  عبر حسابه على "فيسبوك" قائلا :" ثمة العديد من الأشكال لتعريفها، أولا التعريف باللفظ من خلال كلمة "فلسفة"، ونجد  تعريف نمطي لها في المقررات الدراسية سواء في الثانوية العامة الشعبة الأدبية، أو أقسام الفلسفة بالكليات، وكل ما هو نمطي لا يخلو من سخف." 
 
وأردف :" ويقول التعريف بان الفلسفة كلمة يونانية الأصل يعود تعريفها  إلى "فيثاغورس"، فقد كان قبل هذا الرجل المعنيين بالحكمة يطلق عليهم "حكماء"، فقال هو إن الحكمة من صفات الإلهة، وأنا لست حكيما، بل "فيلوسوفي" بمعنى "محب للحكمة."
 
لماذا يكره كثيرا من العرب المنطق ؟ 
موضحا :" إذا الفلسفة هي "محبة الحكمة"، ده في اللغة اليونانية، أما في اللغة العربية  فكلمتي "فلسفة ومنطق" لم تكنا مفضلتان عند الكثيرين، والسبب وراء ذلك أن التاريخ القديم للشعوب العربية كان على نحو ما  يخلو  من المنطق والفلسفة." 
 
من تمنطق تعقل
وتابع :" لذلك يسخر كثيرا من المنطق والفلسفة في البلاد العربية، وهناك عبارة "سمجة" يرددها البعض تقول " من تمنطق تزندق"، وطبعا ده كلام "رجال دين" غير أسوياء، لان "كل من تمنطق تعقل" وضبط العلوم، لان المنطق يعد آلة العلوم" 
 
هؤلاء هم  السفهاء 
لافتا :" لفظة "الفلسفة" نالت أيضا من نقدهم السخيف، بأنها تعبير عن (السفه) حيث يقسمونها لمقطعين " فل" و"سفه"، وفي الحقيقة من يقول ذلك هو من يقوم بعين "السفه"، لذلك التعريف اللفظي للفلسفة وان كان مدرسيا نمطيا ومعتادا، إلا انه غير كاف، وهناك بجانب ذلك تعريف الفلسفة من خلال الموضوعات."  
 
وواصل :" قيل أيضا أن الفلسفة هي مباحث رئيسية للمعرفة، وكيف نعرف، وهل للمعرفة حدود مفتوحة، وهل الحقيقة ثابتة أم هي مفهوم متطور، وهناك مبحث الوجود ويطرح سؤالا يقول " ما أصل هذا الوجود المحيط بنا" ومما يتكون، وما مصيره." 
 
موضحا :" الحديث عن الفلسفة المشرقية عند العالم "ابن سينا" ومذهب" السهروردي" في تجلي الأنوار، هذا كله ليس "فلسفة"، وإنما حول تاريخ الفلسفة." 
 
مفهوم الفلسفة المعاصرة 
كما أوضح :" الفلسفة في العقود الأخيرة، باتت تنشغل بأمور الميديا وتأثيرها على صياغة عقول البشر، مثل "البنيوية" المرتبطة بالوجودية، وهي فلسفة معاصرة، فبعد الحرب العالمية الأولى والثانية، والهزة النفسية اللي أتعرض لها الإنسان، جاءت "جهود الكتاب الوجوديين" ومنهم الفيلسوف البير كامي"، بطرحهم رؤية كلية عن الإنسان ومعنى الحرية والاختيار، وهذا هو شكل الفلسفة المعاصرة، وما عدا ذلك من الكتب القديمة هو تاريخ للفلسفة. 
 
هل الخلافة نظام حكم إسلامي ؟ 
وشدد الروائي والمفكر يوسف زيدان، على أن (الخلافة) مجرد "اسم"، لافتا :" مفيش نمط لتداول السلطة اسمه خلافة، يعني أي حد يخلف في الحكم أي حد، لكن أنت عاوز تحط الرئيس في إطار إسلامي سميه "خليفة" ماشي، لكن في النهاية مفيش نظام اسمه خلافه."