الشرقية .... سارة على

على بعد ما يقرب من 30 كيلو متر جنوب مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، تقع قرية منشأة قاسم التابعة لمركز ديرب نجم، قرية يناهز عدد سكانها 10 آلاف نسمة، محرومة من جميع الخدمات، فلا مكان لوحدة صحية، أو مركز شباب يكون ملجأ لشباب القرية خاصة في فصل الصيف، بالإضافة إلى توقف مشروع الصرف الصحي، والكثير من الخدمات التي يفتقدها أهالي البلدة الصغيرة، الواقعة على طريق الزقازيق- المنصورة.
 
بدأ الحلم بمجموعة من الشباب على رأسهم محمد محمد مكاوي (موظف)، والمهندس أشرف الليثي، والمهندس سامح عبد السلام، والمهندس حسن عبد الجليل، وغيرهم الكثير.
 
واعتمد هؤلاء الشباب، الذين مد لهم يد العون عمدة القرية راشد محيي الدين عمارة، وشيخ البلدة محمد عبد الفتاح، على الجهود الذاتية وتبرعات أهل القرية، وهو ما أثمر عن الكثير من النجاحات.
 
"اقباط متحدون" بدوره، رأى أنه من واجبه أن يلقي الضوء على هذه المجهودات التي تؤكد أن هذه البلد فيها الخير إلى يوم الدين، مهما كانت نوازع الشر تحيط بنا من كل جانب.
 
يقول المهندس أشرف الليثى، إنهم جميعًا اتفقوا على ضرورة سد احتياجات قريتهم، والتي ينقصها الخدمات الصحية.
 
وأشار في تصريحاته لـ"أقباط متحدون" إلى أنهم "شرعوا في تأسيس عيادة خيرية كبرى، بالجهود الذاتية"، مؤكدًا أنه بعدما كانت العيادة الخيرية بمثابة حلم، أصبحت واقعًا ملموسًا، مجهزة تجهزًا كاملًا لخدمة المرضى.
 
وأوضح "العيادة تحتوى الآن على جهاز سونار حديث (ديجيتال)، وجهاز رسم قلب، وجهازين تنفس، وأسطوانات أكسجين، إلى جانب جهاز تعقيم، وأجهزة قياس ضغط، وسكر".
 
وأكد أن هناك عددًا من الأطباء تطوعوا لخدمة العيادة وتوقيع الكشف على الأهالي الأولى بالرعاية بتكاليف رمزية، لا يتخطى الكشف الواحد 20 جنيهًا.
 
وعن طموح المبادرة في الحصول على رصيد ببنك الدم، قال الليثي: إن الشباب تواصلوا مع مستشفى الأحرار، وتم تنظيم حملات للتبرع بالدم، وأصبح للقرية رصيد خاص باسمها داخل بنك الدم، للسحب منه وقت الحاجة، وأثناء مواجهة الطوارئ.
 
والتقط الحديث، محمد مكاوى، قائلًا: "لقد تم إنشاء محطة تحليه مياه لخدمة القرية والقرى المجاورة، فضلًا عن الجهود الكبيرة لتنظيف القرية، برفع أطنان من القمامة والتي كانت تحيط بمدرسة القرية، والمقابر وغيرها من المناطق التى طالما تضرر منها الأهالي.
 
وأكد أنه "جارى استكمال العديد من الخدمات مثل إنشاء دار لتحفيظ القرآن، إلى جانب توزيع مواد ومساعدات غذائية على الأسر الأولى بالرعاية، ومتضرري فيروس كورونا، وغيرهم من المحتاجين لهذه الأغذية"