كتب – روماني صبري 
 
في مدينة الصخيرات المغربية تم توقيع اتفاق لإنهاء الصراع في ليبيا عام 2015، الاتفاق الذي تم برعاية أممية بدا وكأنه يسدل الستار على أزمة عمرها وقتذاك كان 4 سنوات... لكن عمر الأزمة امتد عاما بعد عام مع استمرار التدخلات التركية في ليبيا والتي مهد لها الطريق رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، الآن وبعد نحو 5 سنوات من إبرام هذا الاتفاق، هل مازال الاتفاق صالحا للبناء عليه بخصوص أي حل سياسي ينهي الصراع هناك ؟.
 
كان اتفاق بين عصابة 
ولمناقشة ذلك قال مختار الجدال الباحث السياسي،  لا اعتقد انه لا يزال هناك اتفاق سياسي يمكن البناء عليه لإنهاء الأزمة الليبية، لافتا :" اتفاق الصخيرات في المغرب والذي جاء بحكومة "الوفاق" لم ينجم عنه أي اتفاق سياسي كما يقول اسم الحكومة!، وهو في الحقيقة كان اتفاق بين "عصابة"، لأنه اخرج "جماعة الإخوان المسلمين"، وجماعة التجمع الإسلامي، وجماعات رجال الأعمال." 
 
موضحا عبر تقنية البث المرئي لفضائية "سكاي نيوز عربية:" اتفاق الصخيرات لم تكن هناك آلية لتطبيقه، وكان مشروط بموافقة مجلس النواب الليبي، الذي رفض منحه إياها كونه جاء بعصابة لتحكم البلاد، والاتفاق انتهى منذ سنوات وتعيش ليبيا الآن مرحلة فراغ سياسي." 
 
السراج سمح بالتدخل الأجنبي في بلاده 
وبدوره قال محمد شوبار الباحث السياسي من طرابلس، أن اتفاق الصخيرات جاء بعد تجميد الإعلان الدستوري وكان ذلك عام 2014، زاعما أن التمرد على الشكل العام للدولة والذي كان يستند على الإعلان الدستوري نجم عنه صراع مسلح أدى إلى تدخل المجموعة الدولية، ومن ثم جاء اتفاق الصخيرات في المغرب.
 
وجهت اتهامات لحكومة الوفاق بعدم الالتزام ببنود اتفاق الصخيرات، ويرى سياسيين أن هذا الاتفاق يحتاج لتطويع على مستوى تكوين المجلس الرئاسي، إلى جانب أن الصفة القانونية لحكومة الوفاق لم يتم التقدم بها في الأساس ومع ذلك السراج يعقد اتفاقات مع دول أخرى، ويستقدم الخارج إلى البلاد، ضاربا بعرض الحائط  الاتفاق والشرعية التي ترتكز عليها جميع الشرائع عندما يكون هناك معاهدات أو اتفاقات تمر عبر مجلس النواب، كهيئة منتخبة معترف بها بتوقيع الجميع .
 
وردا على ذلك زعم شوبار أيضا، أن هناك رغبة جامحة بالاستيلاء على السلطة بقوة السلاح بحجة مكافحة الإرهاب من قبل الجيش الوطني الليبي وأيضا حل الميليشيات. 
  
الجيش يطهر ليبيا من الإرهاب 
وأبدى مختار الجدال الباحث السياسي اندهاشه قائلا :" هل من المعقول أن تدار ليبيا من قبل عصابة الوفاق، لافتا :"كان استبشر الليبيين خير بعد هذا الاتفاق، باعتباره سينهي الجماعات والمليشيات المسلحة من البلاد، وهو ما لم تفعله حكومة السراج على ارض الواقع." 
 
وشدد على أن بنغازي كانت تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، حتى تدخل الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وطهرها من هؤلاء."