مكنتش أعرف إنى هصور جريمة قتل زوجي .. ده كان ملاك وطول عمره فى حاله.. بتلك الكلمات بدأت هبة هاشم زوجة المجنى عليه جميل أبو ناصف -شيف- الذى قتل على يد جاره بمنطقة حدائق القبة، حديثها لـ «صدى البلد» لرواية تفاصيل تلك الواقعة، التي دارت أحداثها على سلالم منزل مكون خمسة طوابق بداخل حارة أبو الخير الضيقة المتفرعه من شارع ولى العهد بحدائق القبة.

 
بدأت الزوجة المكلومة رواية قصتها قائلة: "المشاكل بدات منذ اول دقيقة خطت فيها أقدامنا ذلك العقار منذ 9 أشهر مع آمال والدة المتهم جمال بكر، بسبب سقوط بعض الأحذية التى تضعها فى طريقنا على سور السلم أثناء نقل عفش الشقة التى سنمكث بها، من هنا بدأت أولى المشاجرات التى أسمعتنا فيها ألفاظ إباحية وشتائم لا حصر لنا بها، ومن هنا اتخذت قرارا بعدم الاقتراب من هؤلاء الجيران مطلقا فيما بعد للابتعاد عن المشاكل". 
 
تضيف زوجة المجنى عليه قائلة: " أصبحت عقب ذلك حياتنا فى مشاكل باستمرار بسبب قيام تلك العائلة المكونة من الوالدة وتدعى آمال ونجلها عبد الرحمن وشقيقتيه ندى واميرة، اصحاب محل للفراخ بالمنطقة، وقيامهم باستمرار بإطلاق السباب والشتائم لسكان العقار بأكمله دون وجود رادع لهم، أو أخلاق تحكمهم للعودة عن ذلك الطريق السيئ وبحثهم المستمر عن المشاكل مع أى شخص".
 
 
وأكدت زوجة المجني عليه:" العديد من المشاجرات تنشب مع تلك الأسرة لأسباب تافهة لا تذكر أو يكون هناك ترصد منهم لافتعال المشاجرات وتوجيه السباب لنا ولأسرتي، ومثل تلك المشاجرات نشبت بسبب صوت التليفزيون أو وجود أوقات الهزار مع أسرتي، وبدون سبب يقومون بتوجيه السباب والشتائم المستمرة لنا".
 
ملاية سبب مشاجرة
تقول زوجة المجني عليه:" قبل انتهاء شهر رمضان بأيام قمت فى أحد الأيام بنشر غسيل بالبلكونة وبه ملاية، فوجدت إحدى فتيات الأسرة تقوم بالنداء لى من أسفل وتخبرني بأن الملاية تحجب عنهم الهواء، فقمت قصر الشر وتطبيقها على الحبل بشكل أصغر حتى لا تصل للبلكونة الخاصة بهم بالاسفل، إلا أنني فوجئت بمجىء الوالدة وعند استقبالها بالترحاب وتقديم الواجب لها وأخبرتني بأن الملاية تحجب الهواء عنها بسبب وجود جلطة لديها، إلا أنها وجدت نجلتها توجه السباب من أسفل وتهدد بالصعود وتقطيع الملابس المنشورة على الحبل إن لم أقم بجمعها".
 
وأضافت:" وجدت أحد الجيران يخرج على ذلك الصوت ويخبرني ماذا حدث، فأخبرته بما ذكرته سابقا فأخبرني بانه سيذهب لهمن وعند العودة من عندهم أخبرني بالقيام بجمع الملاية حتى لا تتطور المشاجرة إلى أكثر من ذلك ونفذت طلبها منعا للشر بين الطرفين".
 
البصق على المجنى عليه
تقول زوجة المجني عليه:" قبل الواقعة بيوم كان زوجي بصحبة نجلى محمد أسفل العقار يقومان بتغيير زيت الدراجة البخارية وأثناء ذلك حضرت الفتاة التى تدعى ندى شقيقة المتهم وأمام باب العقار قامت بالنظر لزوجي والبصق عليه، وخوفا من تطور الموضوع صمت زوجى حتى لا يحس نجله بذلك وتصبح مشاجرة كبيرة، وصعد للشقة عقب الانتهاء ووجهه حزين ويظهر الاكتئاب على وجهه بسبب ذلك، وعند سؤاله أخبرني بأنه لا يوجد شىء وصمتنا عقب ذلك".
 
وأضافت زوجة المجني عليه:" فى أحد أيام العيد حضرت والدتى وشقيقي من ميت غمر بلدنا الأم، لزيارتي فى العيد، وعقب ذلك غادر شقيقي، وأثناء ذلك سقطت الأحذية الخاصة بتلك الأسرة التى تضعها على السلم فأخبرت زوجي هل والدتى أسقطت الأحذية؟ فأخبرني بالنفي وأنه لم تقم بذلك أثناء صعودها ولو أنها أسقطتها كان هو من أسقطهم فأخبرته بقيامي بالنزول ووضع الأحذية مكانها خشية من قيام هؤلاء الأشخاص بتوجيه الاتهامات لنا فرفض زوجي ذلك وأخبرني بأنه ليس نحن من اسقطنا الاحذية".
 
وتضيف:" أخبرت زوجى بأنه يجب تسجيل تلك الشتائم والسباب الموجه لنا، وذلك للحد من تلك الأفعال بالقانون، وتقديم ذلك للشرطة وعمل محضر عدم تعرض بعد ذلك".
 
يوم الواقعة
تروي زوجة المجنى عليه أحداث يوم الواقعة وتقول:" يوم الواقعة عقدت العزم على إخبار السيدة أم شيماء التى استأجرنا منها الشقة بما يحدث لنا من شتائم وسباب مستمر، وعند حضورها مكثت لدى نصف ساعة وأخبرتها بكل شىء، وقامت بالنزول لهؤلاء الأشخاص فى الأسفل ومن ثم ذهبت، وعقب أذان العشاء كنت أجلس مع نجلى ونجلتى فى الشقة وزوجى نائما نظرا لقيامه بالصحيان يوميا فى الخامسة فجرا للذهاب للعمل، بدأت وصلة من السباب والشتائم مرة أخرى من تلك الأسرة أحدهم يقف فى شباك المنور والأخرى فى البلكونة والوالدة ونجلها على السلم من كل الاتجاهات أصبحنا محاصرين بالشتائم والسباب، وعند سماعي لصوت لدى الباب هرولت مسرعة عنده".
 
وأضافت زوجة المجنى عليه:"  عقب سماعي لصوت خارج الباب، هرولت مسرعة عنده والخروج منها ومنع حدوث مشاجرة بين هؤلاء الأسرة وأسرتي، فوجدت عند ذلك والدتهم ونجلها على السلم وتحمل فى يدها قطعة من الحديد، وبعدها حضرت الفتاتان على السلم وأصبح الأربعة جميعهم فى مواجهة السلم، ومنعا لحدوث مشاجرة كبيرة أخبرت السيدة بأن تقوم بالنزول لشقتها وقلت لها ربنا يهديكي طالعة تعملى ايه انزلي تحت واقصري الشر، فوجدت نجلها يقول لى نا هعمل فيكي وبنتك كل حاجة".
 
وأوضحت: "فى ظل استمرارهم فى الشتائم والسباب والتهديد، أخبرت نجلى ونجلتى بتصويرهم لكى يتم تثبيت ذلك عليهم، على تلك الشتائم استقيظ زوجى من نومه ونزل على السلم ووقف بين المتهم عبد الرحمن ونجلى محمد حتى لا يعتدى عليه، فى تلك الأثناء وأثناء تصويرهم بذلك ازدادوا فى الشتائم أكثر فأكثر دون رادع لهم، وزوجى يحاول بإنزال المتهم وأسرته للأسفل ومنع المشاجرة".
 
 
وأكدت الزوجة:" أثناء إطلاق الشتائم شاهدت شقيقة المتهم تحمل فى يدها سكينا، وعند معرفة والدتها بتصويرها قامت بإدخالها للشقة وعقب ذلك دخلت الشقيقة الصغرى للمتهم وتدعى ندى لداخل الشقة وأحضرت السكين مرة أخرى، وقامت خلسة بإعطائها لشقيقها الذى بدوره أراد أن يغدر بزوجي أو يطول نجلى بسكينه، وأثناء قيام زوجى بمنعه ومحاولته انزاله للأسفل ويقول له ربنا يهديك يبني علشان خطرى اعقل غدر به المتهم وأراد أن يطعنه فى بطنه إلا ان الطعنة غرست فى كتفه مما تسبب اندفاع نافورة من الدماء منه".
 
وأضافت الزوجة المكلومة:" عقب طعن المتهم لزوجي فى كتفه وخروج الدماء منه كالنافورة منه وجلس على الأرض، وثم استلقى على درجات السلم، وانطلقت الصرخات عقب طعنه لا أدرى ماذا يحدث حولى محاولة الاستنجاد بمن حولى لطلب الإسعاف، وصرخت من البلكونة لإنقاذ زوجى وعند حضور الأهالى قاموا بحمله للأسفل".
 
زغروته بعد قتل زوجي
أكدت زوجة المجني عليه:" عقب قيام المتهم بطعن زوجى قالت شقيقته وتدعى ندى مبروك عليكم مبروك وقامت بإطلاق الزغاريد عقب ذلك، وأخذوا السكين وهرولوا لشقتهم وقاموا بإخفائها وهروب المتهم شقيقهم من العقار حتى تم القبض عليه عقب الواقعة مباشرة".
 
اخر كلمات المجنى عليه لزوجته
قالت زوجة المجنى عليه :" عقب قيام الأهالى بحمل زوجى والنزول به للأسفل وعند محاولة سبقهم للشارع كنا فى مدخل العقار وجدت إحدى الجيران فى الطابق الأرضي أحضرت بعض العصائر وماء بسكر لتناوله لأنه كان ينازع الموت، في حينها أمسك يدي ونظر لي وقال لى أنا بحبك انا بحبك.. بحبك قوى، واستمر بنا الحال عشرة دقائق دون وجود سيارة أو وصول الإسعاف فهرولت للشارع للبحث عن سيارة حتى وجدت أحد الجراجات ووجدت به سيارة لأحد الجيران وحضر معى وحملنا زوجى داخل السيارة ومازال ينزف فى دمائه دون توقف، وعند وصولنا أمام قصر القبة الرئاسي، طلب منى زوجى النزول من السيارة لقضاء حاجته، عند إخبارها بقضائها داخل السيارة رفض، وقمنا بإنزاله من السيارة وظل يقوم بالترجيع فقمت بالنوم أسفله حتى لا يسقط أرضا، وعلى أثر ذلك خرج الأمن الخاص بالقصر الرئاسي وعند شكهم بما يحدث اخبروني ماذا يحدث وعند شرع القصة لهم قاموا بحمل زوجى وإدخاله للسيارة مرة أخرى للذهاب للمستشفى".
 
تضيف زوجة المجنى عليه:" عند وصولنا لمستشفى الزيتون التخصصي وانزال زوجي رفضوا فى البداية استقباله لكن امام ثورتى وتهديدهم قاموا بادخاله وتظهر على وجهه الاصفرار والشحوب نتيجة النزيف وهبوط الدورة الدموية لديه، وتاكدت انه فى انفاسه الاخيرة وفى محاولة منى انكر ذلك حتى لا يهتز نجلى بما يحدث لعدم وجود احد من اهلى فى القاهرة وجميعهم فى المنصورة وميت غمر، وعقب دخوله الغرفة قامي زوجي بالامساك بيدي والضغط عليها وقام بالتسبيح على يديه عقب ذلك، وطلب مني الاطباء الخروج من الغرفة، وعند خروجى وجدت نجلى بالخارج وحاولت ان اخفف عنه ما يحدث حتى لا يتاثر كثيرا".
 
 
واضافت زوجة المجني عليه:" عندى تحسسي للغرفة وجدت بها الهدوء دون حركة فدخلت للغرفة فوجدت الاطباء بعض القطن فى قدمه فعلمت ان امر الله نفذ وانه رحل لدار الحق، وخرجت لنجلى فوجدت الامن فى كل مكان فاصطحبونى داخل سيارة ميكروباص لسماع الاقوال الا اننى فوجئت باداخلى فى الحجز مع المتهمين ولا اعلم سبب ذلك واننا المجنى عليهم فى الموضوع".
 
واوضحت زوجة المجنى عليه:" انه عقب دخولى الحجز وجدت المتهمة شقيقة المتهم التى تدعى اميرة داخله، والمتهمين الاخرين حبوا يعملوا نمرة عليا ودماء زوجى تغطى كامل ملابسي وقدمى وطلبوا منى غسيل قدمي فوافقت بعد رفض مني، والمتهمة الاخرى جالسة وقامت احدى السجينات باخبارها فى حالة سماع صوتها لن تجد ما يسرها مطلقا على اثر ذلك صمتت ولم تتحدث مطلقا، وفى الصباح خرجنا للنيابة معا فى كلابش واحد وحاولت المتهمة الاخرى شدى ذراعي ومحاولة اصابتي بالكلابش الا اننى اخبرتها لو عملتى كده تانى هخبطك فى وشك واتعدلى فخافت منى ، وفى مساء اليوم قررت النيابة اخلاء سبيلي وعند ذهابي لقسم الشرطة لاستكمال اجراءات الخروج اخبرنى الضابط بوفاة زوجي، وعند خروجي وجدت اهلى بكاملهم بالخارج وعندما اخبروني بالخبر مرة اخرى سقطت مغشي عليا بذلك وذهبت معهم للبلد لاستكمال الاجراءات ودفن زوجى وايداعه مثواه الاخير".
 
تستكمل الزوجة بدموع وحزن:" عقب دفن زوجى حضرت فى اليوم التالى للقاهرة لاخراجي نجلى من النيابة وعقب خروجه توجهنا للمقابر مرة اخرى لكي يقوم محمد ابني بزيارة والده الذى لم يحضر جنازته ولم يدفنه علشان كانت روحه فيه ويحبه جدا، ومن ثما حضرنا للقاهرة مرة اخرى".
 
تضيف:" عقب وصولنا للقاهرة اخبرتني احدى الصديقات انه يوجد رجال تابعين للمتهم يدبرون لشىء ضد اسرتي، وعلى ذلك قمت بابلاغ الشرطة وانه عقب وصولهم تم القبض على اكثر من شخص داخل الشقة واشخاص اخرين فى طريقهم للشقة وكذلك اعثور على سكينتين قاموا باخفائهم على شبابيك السلم، وقمت بالصعود لشقتى الا انه لم يهدأ لى بال حتي يعود حق زوجى من هؤلاء القتلة".
 
وفى نهاية حديثها قالت الزوجة:" أنا جوزى مقتول بين ايديا وعايزة الاعدام للمتهم لانهم كانوا متربصين له وافتعال مشاجرة لقتل زوج باى طريق، وده حق جوزى اللى انا عايزاه".