كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
وجه المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، رسالة للعالم، جاء نصها : 
 
أن المسيحيون المشرقيون مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بالحفاظ على اصالتهم الايمانية وتراثهم الروحي العريق بعيدا عن التقوقع والانعزالية .
 
نحن متشبثون بايماننا وبقيمنا ورسالتنا وحضورنا ومبادئنا ولا نخاف من احد في قولنا لكلمة الحق التي يجب ان تقال ولكننا في نفس الوقت نؤمن بالحوار والتواصل الاخوي مع شركاءنا في الانتماء الانساني والوطني في هذا المشرق وفي فلسطين بشكل خاص.
 
يؤسفنا ان هنالك من لم يقرأوا التاريخ جيدا وبعضهم يعتقدون بأن المسيحية في هذا المشرق وفي هذه الارض المقدسة بشكل خاص انما هي من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يصفها البعض ، وقد قلنا مرارا وتكرارا ونؤكد هذا القول مجددا لعل صوتنا يصل الى من يعنيهم الامر بأن المسيحية في هذه الديار ليست بضاعة مستوردة من اي مكان في هذا العالم ، كما انها ليست من مخلفات حملات الفرنجة التي استهدفت المسيحيين المشرقيين اكثر من غيرهم بهدف اقتلاعهم من هويتهم المشرقية وتغريبهم عن اوطانهم وانتماءهم لشعوبهم .
 
لا يجوز الترويج للتاريخ المزيف لان الترويج لهذا التاريخ لا يسيء للمسيحيين لوحدهم والذين تاريخهم لم ينقطع في هذه الديار لاكثر من الفي عام بل يسيئ ايضا لتاريخ منطقتنا وهويتها الحضارية والتاريخية والانسانية .
 
نقول لاولئك الذين يذكروننا دوما بحملات الفرنجة بأنها استهدفت المسيحيين المشرقيين اكثر من المسلمين وكان الهدف منها هو اقتلاع المسيحيين المشرقيين من اصالتهم الايمانية والوطنية والتاريخية والتراثية.
 
يجب ان يُقرأ التاريخ جيدا فبلادنا هي مهد المسيحية وفي ارضنا ولد السيد المسيح ومنها انطلقت رسالته إلى مشارق الأرض ومغاربها واذا ما كانت القدس لدى اشقاءنا المسلمين هي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين فهي في المسيحية هي القبلة الاولى والوحيدة حيث القبر المقدس الذي يرمز الى الانتصار على الموت.
 
المسيحيون ليسوا غرباء في أوطانهم وليسوا أقليات في بلدانهم كما انهم ليسوا ضيوفا عند احد ووجودهم هو وجود عريق فقد كانوا قبل الاسلام وبقيوا بعد مجيء الاسلام وتفاعلوا مع المسلمين وتعاونوا معا وسويا في خدمة اوطانهم وقضاياهم العادلة لا سيما قضية فلسطين التي هي قضيتنا الاولى .
 
من حقنا ان ندافع عن تاريخنا وتراثنا ومقدساتنا ورموزنا الدينية كما اننا نرفض اي استهداف للمقدسات والرموز الدينية لدى الاخرين ، فالقدس مدينة لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الإبراهيمية الثلاث وهي مدينة تتميز عن اي مدينة اخرى ومن واجبنا ان نحافظ على طابعها ورسالتها باعتبارها حاضنة لاهم مقدساتنا وأوقافنا المسيحية والإسلامية .
 
نرفض التطرف والكراهية والطائفية والتي لا يستفيد منها الا اعداءنا ومن واجبنا ان نعمل من اجل توحيد الصفوف وتكريس قيم المحبة والاخوة فيما بيننا وهذا امر قائم في بلادنا ولكن هنالك اعداء منظورين وغير منظورين يعملون على استهداف هذه الوحدة وهذه المحبة والاخوة القائمة فيما بيننا منذ قرون ويجب ان نواجههم بثقافة الوعي والحكمة ونشر قيم المحبة والأخوة الإنسانية.