خرج آلاف الطلبة العراقيين بالمدارس والجامعات اليوم الأحد، في مظاهرات حاشدة مستمرة منذ أكتوبر الماضي، في مدن عدة مطالبين بالقضاء على الفساد وتشكيل حكومة لاتتضمن أحدًا من وجوه النظام القديم، وذلك بعد أن خرجت أنباء عن الاستعانة بنائب الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي سئ الصيت للمتظاهرين، لتشكيل الحكومة القادمة بعد استقالة حكومة عادل عبدالمهدي، وفق ما ذكرت صحف عراقية.

 
وقالت الصحف، إن آلاف الطلبة توجهوا من مدارسهم إلى ساحات الاعتصام في محافظات بغداد وذي قار والديوانية والبصرة، كما امتلأت ساحة التحرير في بغداد بالطلبة الذين رددوا الهتافات المعادية لرجال المالكي، وداعين إلى سرعة الإنجاز.
 
وفي وقت سابق من اليوم بمحافظة الديوانية جنوب البلاد، بدأت المحافظة بإضراب عام، بينما عطلت الحكومة المحلية في ذي قار الدوام الرسمي، فيما حدثت اعتصامات في محافظة البصرة.
 
وخلال الساعات الأولى من صباح اليوم، الأحد، قطع محتجون الجسور الرئيسية الثلاثة في محافظة ذي قار، بينما تجددت المظاهرات بالقرب من بوابة حقل مجنون النفطي شمالي البصرة، الواقعة في جنوب العراق.
 
دعا اتحاد طلبة بغداد، وهو أحد تنسيقيات الاحتجاجات الشعبية في العراق، طلبة الجامعات والكليات الأهلية والحكومية إلى الخروج بمسيرة مليونية دعما لمطالب المتظاهرين في ساحة التحرير.
 
دعت التنسيقيات الاحتجاجية في محافظات الجنوب، العراقيين الى التظاهر مجددا والإضراب العام رفضا لمحاولات القوى السياسية تكليف القيادي في ائتلاف رئيس الوزراء الأسبق، نوري المالكي، قصي السهيل، المدعوم من قبل طهران لتولي رئاسة الحكومة المقبلة.
 
ورغم استقالة حكومة عبد المهدي، التي كانت أحد أهم مطالب المحتجين، غير أن التظاهرات لا تزال مستمرة للمطالبة برحيل النخبة السياسية التي تحكم البلاد منذ 2003.
 
و دعا زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، كتلة البناء برئاسة هادي العامري إلى احترام إرادة العراقيين، وحقن الدماء.
 
وقال الصدر عبر حسابه على "تويتر": "السلام عليكم، أيها الإخوة في تحالف البناء، أيها الأخ قصي السهيل، احقنوا الدم العراقي، واحترموا أوامر المرجعية، واحترموا إرادة الشعب، واحفظوا كرامتكم".
 
وأضاف: "هذا خير لنا ولكم وللشعب، فالشعب هو الكتلة الأكبر".
 
وكان تحالف "البناء" في العراق بزعامة هادي العامري، أعلن أمس السبت، تقديم مرشحه قصي السهيل، لتولي منصب رئيس الحكومة العراقية الجديد إلى رئيس الجمهورية برهم صالح خلفا لرئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي.
 
وتشهد العاصمة العراقية بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب موجة احتجاجات عارمة، تطورت في بعض الحالات إلى صدامات مع القوات الأمنية ما أدى إلى سقوط ما يقارب 500 قتيل وأكثر من 20 ألف جريح.