حرصت الدولة المصرية منذ انتشار فيروس كورونا، وتحوله لجائحة عالمية على إرسال المعونات الطبية لأكثر الدول احتياجًا وتفشيًّا للفيروس، وعلى رأسها إيطاليا، والصين، وبريطانيا، ففي ظل الكوارث الصحية تبقى المساعدات بين الدول وبعضها متغيرًا رئيسيًّا للعلاقات الدبلوماسية والإنسانية.

دعم مصري للصين

ففي مطلع مارس 2020 وخلال ذروة تفشي الفيروس في مدينة ووهان الصينية، قررت الحكومة إرسال وزيرة الصحة المصرية هالة زايد على رأس وفد رفيع المستوى لبكين، لتقديم شحنة كبيرة من المساعدات الطبية للدولة التي كانت الأكثر احتياجًا حينها، كما حملت الوزيرة رسالة تضامن من الشعب المصري والرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الحكومة الصينية وشعبها لتخطي الأزمة.


وعلى جانب آخر، أبدى مسؤولون بالصين تقديرهم للدور الإنساني المصري في أزمة كورونا التي أنهكت المقاطعة الصينية ووهان، إذ قال الوزير المفوض للسفارة الصينية بالقاهرة، لي يونج في أبريل 2020، إن دولته لن تنسىمصرية'> المساعدات المصرية التي قدمت إبان ذروة تفشي المرض ببلاده.

مساعدات مصر لإيطاليا المنكوبة

على ذات النهج في مساعدة الدول الأكثر احتياجًا بادرت مصر بمساعدة إيطاليا التي تعرضت في ذروة تفشي المرض لانهيار في القطاع الطبي، ونقص حاد في المستلزمات الصحية وأدوات الوقاية إلى جانب نسب مرتفعة من الوفيات فاقت العدد الذي خسر حياته في الصين، التي تعتبر بداية ظهور الفيروس، ففي 22 مارس 2020 أرسلت مصر طائرة شحن لمطار مالبينسا بإيطاليا حاملة أدوات طبية وقائية تتضمن ملابس واقية من الفيروس وكمامات طبية لمنع انتشار العدوى، وحينئذ قدم وزير خارجية إيطاليا، لوجي دي مايو على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي تويتر رسالة شكر للحكومة المصرية لمساهمتها في مساعدة العاملين في المستشفيات الإيطالية.

وفي مطلع أبريل 2020 توجهت وزيرة الصحة هالة زايد بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إيطاليا، لمرافقة وفد كبير لتقديم مزيد من المساعدات للدولة الأوروبية المنكوبة، إذ جهزت القوات المسلحة طائرتين عسكريتين محملتين بالمستلزمات الضرورية للوقاية من الفيروس، مثل البدل الطبية والكمامات وقفازات اليد وغيرها.

وتجدر الإشارة إلى أن مساعدات مصر لإيطاليا جاءت في وقت حرج للغاية لروما وللدول المحيطة بها، فالأولى كانت تفقد الآلاف يوميًّا من شعبها، وواجهت كارثة صحية، أما دول الاتحاد الأوروبي فكانت تتهم حينها بالتخلي عن مبدأ التضامن في مساعدات بعضهم البعض، فطبقًا لوكالة رويترز نشر في 4 مارس 2020 قرار من الحكومة الألمانية بوقف تصدير المستلزمات الطبية الوقائية كالمامات والقفازات إلى جانب أجهزة التنفس الصناعي لتغطية احتياجاتها فقط دون الأخرين، ومن جانبها صادرت التشيك شحنة مساعدات كانت في طريقها من الصين لإيطاليا، ما أظهر بعدًا غريبًا للأزمة الإنسانية التي تتعرض لها إيطاليا، وهو على الأرجح السبب نفسه الذي أثار اللغط من جانب المنصات العدائية الإعلامية لمصر لتشويه موقفها النبيل في مواجهة المواقف الدولية من روما، كما أسهم الدور المصري في مساعدة إيطاليا خلال جائحة كورونا إلى تشكيل حملات شكر من داخل البلاد على منصات التواصل الاجتماعي للحكومة المصرية.

المساعدات المصرية لبريطانيا والولايات المتحدة

في 14 أبريل 2020 أكدت وزيرة التجارة الدولية في بريطانيا، ليز تروس عن الاستعدادات المصرية لإرسال شحنات من المساعدات الطبية لدولتها التي واجهت خلال الأزمة نقصًا حادًّا في المستلزمات الطبية الضرورية للوقاية من انتشار العدوى.


وفي 21 أبريل 2020 وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكومة لتجهيز شحنة من المساعدات الطبية للولايات المتحدة الأمريكية التي منيت بآلاف الوفيات يوميًّا خلال ذروة تفشي المرض، إذ تعتبر الدولة المصرية من أبرز المساعدين لأكثر الدول التي شهدت تصاعدًا في أعداد إصابات الفيروس شديد العدوى.