د.ماجد عزت إسرائيل

    تقام يوم السبت الموافق(6 يونية 2020م)،بدير الأنبا أنطونيوس بكروفلباخ - بألمانيا ذكرى الأربعين لنهر العطاء.. القمص بيجول باسيلي(1935-2020م)، ويرأس الصلاة نيافة الحبر الجليل الأنبا مشائيل أسقف ورئيس دير الأنبا أنطونيوس وأبريشة جنوب ألمانيا،ويشاركه الصلاة لفيف من الآباء الكهنة والشمامسة، وأسرة المتنيح القمص بيجول باسيلي. خالص التعازي لسيدنا الحبيب نيافة الأنبا مشائيل وللأسرة القمص بيجول باسيلي. بالحق يا أحبائي علمنا الكتاب المقدس قائلاً: "الْحَيَاةُ الصَّالِحَةُ أَيَّامٌ مَعْدُودَاتٌ، أَمَّا الاِسْمُ الصَّالِحُ فَيَدُومُ إِلَى الأَبَدِ." (سفر يشوع بن سيراخ 41: 16)،وأيضًا "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ." (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 7). وبمناسبة ذكرى الأربعين لأبونا القمص بيجول باسيلي نريد هنا أن نرصد بعض الجوانب في حياته وعطائه المستمر في خدمة الكنيسة وشعبها.
 
  الكاهن يا أحبائي في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.... هو مَنْ أرتقى إلى درجة الكهنوت، ويقوم بالصلاة والخدمة من أجل الشعب، وهو رجل الله والدين الذي يتحمل القــداسة والطهارة في حياته، ولذلك يعتبر كثيرون من الأقباط الكهنة بأنهم خــدام الله، لأنهم يُلبّــُوا احـتياجات البشرية نذكر منها:صلوات القداسات،وطـــقوس العــماد والزواج والجنازات، وممارسة الأسرار الكنيسية وخاصة سر الأعتراف، وهناك العديد من الصفات الواجب تـوافرها فى الكاهن منها:الأبـــوه، والرعاية،والخـــدمة والإفتــــقاد،وزيارة المرضى والمساجين، والكهـــنة يقودون الشعب في الصلاة، ويعلمونه الفضائل المسيحية التى أساسها موعظة يسوع على الجبل (متى 5:1-12) التى تعد دستور الملكوت الروحي الجديد الذي أنشأه المسيح على أساس النظام القديم الإلهي الذي أُنزل على موسى والأنبياء، وجاء المسيح لا لينقضه بل ليكمله. في هذا الملكوت نرى أن المسيح هو الملك الذي أنبأ الله عنه قبلاً بفم نبيّه داود:"أَمَّا أَنَا فَقَدْ مَسَحْتُ مَلِكِي عَلَى صِهْيَوْنَ جَبَلِ قُدْسِي" (مزمور 2:6). 
 
ولد القمص بيجول وكان اسمه العلماني "جورج باسيلي مقار" فى( 1 فبراير 1935م) من أبوين مسيحيين قديسين، وكانت نشأته وسط أسرة كبيرة، وكان أبواه ممتلئين بالروح، بسطاء، وبعد فترة زمنية هاجرت الأسرة إلى فلسطين، وبالتحديد لمدينة اللد لطبيعة عمل الأب. وعادت في ستينات القرن المنصرم عادت إلى موطنها بمدينة الإسكندرية. وقد أنجبت زوجة "باسيلي مقار" لزوجها البنات والبنين وبلغ عدهم أحدى عشر، تعلموا بالمدارس والجامعات وجميعم بالإضافة إلى تعلم اللغة القبطية تحدثاُ وكتابتاً.وأيضًا خدموا الرب يسوع وكنيسته بكل محبة واتضاع وأمانة نذكر منهم على سبيل المثال وليس الحصر تاسوني "أنجيل"(1930-2019م) زوجة المتنيح القمص بيشوي كامل (1931 1979م) كاهن كنيسة القديس مار جرجس فى حى سبورتنج بمدينة الإسكندريه، والقمص كيرلس باسيلي بولاية بفلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، ونيافة الأنبا "ديمتريوس" أسقف ملوى وأنصنا والأشمونين ورئيس قسم اللغة القبطية بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة .
 
    على أية حال،واصل"جورج" تعليمه الأبتدائى والأعدادى والثانوي حتى التحق بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، وخلال دراسته خدم بكنيسة السيدة العذراء محرم بك بمدينة الإسكندريه مع القمص تادرس يعقوب ملطي وأبونا بيشوي زوج شقيقته تاسوني أنجيل، وعقب تخرجه عمل مهندس بمصلحة التليفونات وأطاحت له طبيعة عمله أن يجوب كل أديرة مصر وكنائسها ومدنها فستقر خلال ذات الفترة بالقاهرة .
 
  وفي عام 1981م تم رسامة "جورج باسيلي مقار" باسم القس"بيجول" كاهناً على كنيسة السيدة العذراء أرض الجولف، وظل يخدم بها حتى انتدبه قداسة المتنيح البابا شنودة في 1987م للخدمة في ألمانيا. وفي مدينة فرانكفرت الألمانية وبدبير الله تم شراء كنيسة القديس مار مرقس، وظل كنهر للعطاء في الخدمة من عمل القداسات الإلهية وتعليم اللغة القبطية والإفتقاد والزيارات المنزلية وخاصة المرضي وممارسة الطقوس الكنسية مثل العماد والزواج والجنازات. كما اسند إليه نيافة الأنبا ميشائيل تدرس اللغة القبطية بالكلية الإكليريكية بدير الأنبا أنطونيوس بكرفلباخ، وأيضًا ألف كتاباً بعنوان" هل رحب الأقباط بالفتح العربي؟".اما حياته الاجتماعية فالمتنيح القمص بيجول كان متزوجاً من  تاسونى"هيتاسو" حيث أنجبت له الابن الأكبر المهندس"نوفير" والابن التالي له المهندس "رانو"،والابنة الثالثة التوأم له هي " فيرت" ولهم أحفاد وقد تنيحت زوجته من أكثر من ثلاثة سنوات في فترة الصوم المقدس.ومن الجدير بالملاحظة أن هذا الترابط والتماسك الأسري ساهم في تربية الأولاد والأحفاد تربية مسيحية. بالإضافة إلى تعلمهم اللغة القبطية والتحدث بها.عاش القمص بيجول بروح الوداعة والمحبة يفتح ذراعيه دائما لكل وافد إليه بالحب والسلام،أيا كان دينه أو لونه أو جنسه هكذا كما تعلم من سيده يسوع المسيح. وظل القمص بيجول يخدم في كنيسته حتى رحل عن عالمنا الفاني في(27 أبريل 2020م). وفي(أول مايو 2020م) دفن جثمانه الطاهر بالقرب من زوجته بدير الأنبا أانطونيوس بكرفلباخ بألمانيا... خالص العزاء والتقدير لأسرته وأحفاده وتلاميذه ومريديه ومحبيه.