من عائلة عسكرية.. وقاد سرب اللنشات في قاعدة بورسعيد البحرية
كتب - نعيم يوسف
تحل هذه الأيام ذكرى نكسة عام 1967، وعلى الرغم من الذكرى المريرة التي يستعيدها المصريون في هذا التاريخ (5 يونيو)، إلا أن هذه الحرب كان بها العديد من البطولات التي يجب أن يفخر به كل مصري، ومنها بطولة الشهيد عوني عازر.
 
ولد عوني عازر، في 1 أكتوبر عام 1938، من عائلة عسكرية، تعيش في منطقة مصر الجديدة، فوالده هو اللواء جرجس فرج عازر، وكيل سلاح الحدود.
 
كان "عوني" هو الأخ الأكبر لخمس بنات، وأهتتم والده بتعليمه، وعشق "البحرية" منذ نعومة أظافره، وفي صغره انضم إلى فريق الكشافة البحرية، وكان يتمنى الالتحاق بالقوات البحرية.
 
أكمل "عوني" تعليمه، وحقق أمنيته، والتحق بالقوات البحرية في الجيش المصري، حتى وصل إلى رتبة نقيب، وكان قائدا لسرب لنشات الطوربيد الموجود في قاعدة بورسعيد الحربية.
 
مهمة روتينية
بعد النكسة، وفي يوم 11 يوليو، عام 1967، رصد رادرا القاعدة البحريية الموجود بها هدفا متحركا على بعد 18 ميلا من نجمة بورسعيد، فصدرت الأوامر لقائد السرب، أن يذهب في مهمة روتينية وهي الانطلاق بسربه واستطلاع الهدف المشتبه به وفي حالة تأكده من اختراق الهدف للمياة الإقليمية المصرية يقوم باستدراجه إلى داخل مدى مدفعية (المدمرة السويس) الراسية في ميناء بورسعيد، مع العمل على تفادي الاشتباك مع الهدف المُعادي "لاحتمال وجود الهدف خارج حدود المياة الإقليمية" إلا في حالة تعرض سربه للاعتداء المباشر.
المهمة تتحول إلى بطولة 
بحلول الساعة 10:45 مساءً، انطلق "عوني" ومساعده ملازم رجائى حتاتة، في لنش، ولنش آخر بقيادة النقيب ممدرح شمس ومساعده ملازم أول صلاح غيث، إلا أن جهازي اللاسلكي في اللنشين، وقعت بهما مشكلة، وبالتالي لم يستطيعا رصد الهدف.
 
بعدها بحوالي ساعة ونصف، رأى "عوني" هدفا يقترب منه بشدة، وكان هذا الهدف هو المدمرة إيلات، وقامت بضرب السرب المصري في تحدي سافر للقوانين الدولية، فأبلغ قائد السرب قيادة القاعدة أنه قرّر الاشتباك مع الأهداف المُعادية، ولكن في الساعة 12:46 اشتعل حريقا في اللنش الثاني، وبالتالي لم يشترك في المعركة، وبعدها بمخس دقائق، أصيب لنش القيادة.
 
عملية فدائية
البطل عوني عازر لم تقيده كل هذه الظروف الصعبة، فقرر القيام بعمل فدائي فأمر مساعده الملازم أول رجائي حتاته بإخلاء اللنش من الأفراد الذين مازالوا على قيد الحياة، وتوجه  بأقصى سرعة صوب المدمرة الإسرائيلية للاصطدام بها في المنتصف، إلا أن قائد المدمرة الإسرائيلية أدرك الخطة، فأمر بتركيز طلقات مدافع المدمرة نحو لنش القيادة وبالفعل تم تفجير اللنش على مسافة 30 مترًا من المدمرة وأستشهد النقيب عوني عازر ومساعده ملازم رجائي حتاته، كما استشهد طاقم اللنش بالكامل، بينما أصيب ثمانية من طاقم المدمرة "إيلات" من جراء تبادل النيران مع أطقم الدورية المصرية البحرية ـ إضافةٍ إلى تدمير موتور رادار المدمرة وأصابات مباشرة للجانب الأيمن للسفينة.