كتب - نعيم يوسف 
 
اشتعلت خلال الساعات الماضية، أزمة كبيرة بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وإحدى المجلات القومية، كان بطلها واحدا من أهم أساقفة الكنيسة، وهو الأنبا رافائيل
 
من حي شبرا.. إلى كلية الطب 
 
في حي شبرا العريق، بمحافظة القاهرة، ولد ميشيل عريان الحكيم، في 6 مايو عام 1958، وكان متفوقا في دراسته، واستكمل تعليمه حتى التحق بكلية الطب والجراحة بجامعة عيين شمس، وحصل منها على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1981. 
 
الطريق إلى الدير 
 
بعد تخرجه من الجامعة، عمل لفترة طبيبا، ولكن أشواقه كانت في اتجاه آخر، وهو الكنيسة التي كان قلبه متعلقا بها، فالتحق بعد ذلك بالكلية الإكليريكية، وتخرج منها عام 1984، إلا أن كل هذا لم يشبع شغف قلبه فقرر الذهاب إلى الدير. 
 
أسقفا عاما لكنائس وسط البلد 
 
انضم إلى دير السيدة العذراء (البراموس) في وادي النطرون، ورسم راهبا باسم "يسطس البرموسي"، في عام 1990، وبعد سبع سنوات فقط، قرر مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث، إعادته للعالم مرة أخرى، ليرسمه أسقفا عاما لكنائس وسط البلد عام 1997. 
 
الأنبا رفائيل والأقباط 
 
الدفاع الشديد الذي ناله الأنبا رافائيل في هذه الأزمة، ليس وليد الصدفة، فهو أصبح من الآباء البارزين في الكنيسة، خاصة في عمله مع الأنبا موسى أسقف الشباب، وكتبه وكتيباته الكثيرة التي أصدرها، وكانت موجهة في أغلبها إلى الشباب، بل أنه أشرف على إعداد تطبيق "مسيحي أرثوذكسي"، والذي يحمله غالبية الشباب القبطي، أو الشعب القبطي بشكل عام على هواتفهم المحمولة، وبالتالي فيمكن القول إنه خلال الفترة التي قضاها أسقفا (وهي حوالي 23 عاما) استطاع أن يؤثر في جيلا كاملا، ويؤثر في تنشئته. 
 
بأسلوب هادئ، وواثق من نفسه، يخوض الأنبا رافائيل غمار المعارك الفكرية دون تردد، وآراءه قد تكون صادمة للكثيرين في الالتزام بما تسلمته الكنيسة من الآباء السابقين، فتجد له رأيا حاسما في قضايا المرأة في المسيحية، والطريقة الجديدة للميرون، والتقارب من الكنائس الأخرى خاصة الكاثوليكية، والاعتراف بمعمودية الكاثوليك، وأخيرا مسألة إغلاق الكنائس، وإلغاء "الماستير" بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. 
مكانته بين الشعب 
 
المكانة التي يحتلها هذا الأسقف بين الأقباط يمكنك أن تراها من خلال الانتخابات البابوية، والتي ترشح فيها -خلفا للبابا شنودة الثالث- خمسة أشخاص، هم الأنبا رافائيل، والأنبا تاوضروس، القمص رافائيل أفامينا ، القمص باخوميوس السرياني، القمص سارافيم السرياني، ورغم أن القرعة الهيكلية اختارت الأنبا تواضروس الثاني، إلا أن أسقف كنائس وسط البلد كان المرشح الأوفر حظا بناء على الأصوات، حيث كان المرشح الذي حصد أكثر الأصوات، وجاءت كالتالي: الأنبا رافائيل 1980 صوتا، والأنبا تواضروس 1623 صوتا، والقمص رافائيل أفامينا 1531 صوتا. 
 
بعد اختيار قداسة البابا تواضروس الثاني، عُين الأنبا رافائيل سكرتيرا عاما للمجمع المقدس، وظل في منصبه إلى أن تولى خلفا له الأنبا دانيال أسقف المعادي. 
 
يعتبر الأنبا رافائيل واحدا من أكثر الأساقفة ظهورا على الفضائيات المسيحية، فهو متحدث لبق، يخوض كل المعارك، وينتظر رأيه ملايين الأقباط