أصيبت بالاكتئاب.. وحاولت الانتحار مرتين
كتب - نعيم يوسف
"السما أحلى من الأرض! وأنا عاوزه السما مش الأرض"، هذه الجمل البسيطة تعود للراحلة "سارة حجازي"، الناشطة المصرية التي تعيش في كندا، حيث تم تداول هذه العبارات بشكل واسع بعد وفاتها، ووجود أنباء عن انتحارها.
من عائلة محافظة
سارة حجازي، شابة مصرية، من عائلة محافظة، هي الشقيقة الكبرى لأخوتها الأربعة، والدها كان أستاذ للعلوم، وعقب وفاته لعبت دورا مهما في رعاية أشقائها، كما أنها كانت واحدة من مؤسسي حزب "العيش والحرية" -تحت التأسيس-.
أزمة كبيرة
عملت سارة حجازي، إخصائية فى تكنولوجيا المعلومات مع إحدى الشركات، حتى تعرضت لأزمة كبيرة عام 2016، بعد اتهامها في قضية الترويج للمثلية الجنسية، والتي عرفت إعلاميا بـ"مشروع ليلى"، بعد أن رفعت علم "الرينبو"، وتم اتهامها بالدعوة للترويج للمثلية، إلا أنها أكدت في التحقيقات أنها لم تقصد ذلك، بل كانت تقصد فقط دعم المثليين وحقوقهم.
السجن.. والرحيل عن مصر
دخلت سارة حجازي السجن، وقضت حينها حوالي 3 أشهر على ذمة القضية، ثم فيما بعد اختارت الرحيل إلى كندا، وبعد مرور عام على الخروج من السجن، تحدثت عن إصابتها باكتئاب وتعرضها للعلاج بالصدمات الكهربائية ومحاولتها الانتحار مرتين.
أزمة في الخارج
قالت "حجازي": "أصبت باكتئاب حاد واضطراب ما بعد الكرب وتوتر وقلق ونوبات فزع، مع علاج بالصدمات الكهربائية أدى إلى مشاكل بالذاكرة، قبل أن أجبر على السفر، وفي الغربة أفقد أمي، لتليها مرحلة أخرى من العلاج بالصدمات الكهربائية في تورونتو، ومحاولتا انتحار وتأتأة بالنطق وذعر وخوف ومحاولات لتجنب الحديث عن السجن، عدم القدرة على الخروج من الحجرة وتدهور أكبر في الذاكرة وتجنب الظهور وسط التجمعات والإعلام بسبب فقدان التركيز والشعور بالتيه والرغبة في الصمت، كل هذا مع الشعور بفقدان الأمل من العلاج والشفاء".
ما بين السماء والأرض
نشرت الناشطة الحقوقية صورة لها قبل يومين من وفاتها، وعلقت عليها قائلة: "السما أحلى من الأرض، أنا عاوزه السما مش الأرض".
حزبها ينعيها
خلال الساعات الماضية، أعلن خبر وفاتها، ونعاها الحزب الذي تنتمي إليه وقال: "كانت أكثرنا جسارة وإخلاصا في الدفاع عن القضايا التي تؤمن بها مهما بلغت حساسيتها، مثل قضايا التنوع الجنسي والجندري، وكنا خلفها بخطوات عديدة".
ثلاث رسائل أخيرة
بعد رحيلها، تم تداول ورقة مكتوبة بخط يدها، حملت ثلاث رسائل، واحدة لإخواتها، وواحدة لأصدقائها، وواحدة للعالم ككل.
 
قالت "حجازي" في رسائلها الأخيرة: "لى أخوتى.. حاولت النجاة وفشلت.. سامحونى".. "إلى أصدقائى.. التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومها.. سامحونى".. "إلى العالم.. كنت قاسيًا إلى حد عظيم.. ولكنى أسامح".