عرض/ سامية عياد
الحياة هى نعمة من عند الله ،  هى باب مفتوح دائما وليست دائرة مغلقة ، مع كل صباح فيها نختبر بركات جديدة يوميا من عند الله ، رغباتك لن تشبع إلا فى المسيح يسوع واهب المتع الحقيقية للحياة ، وواهب الفرح فى كل يوم..
 
هكذا حدثنا قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته بعنوان "معنى الحياة" ، موضحا أن الحياة هى منظومة ثلاثية الشكل تتكون من الإنسان والزمان والحب ، الله يخلق الإنسان حبا ويدخل الإنسان دائرة الزمان من بوابة حب الله ، تلك البوابة التى تؤدى الى الحياة الأبدية وذلك عبر ثلاث مسارات للطريق المستقيم ، مسار الإيمان بالله ، واليقين بوجوده ، والثقة فى عمله ويده الممدودة نحو الإنسان ، مسار العمل والاجتهاد من أجل الآخر سواء الأسرة أو المجتمع أو الوطن أو الإنسانية وهو ما يشعر الإنسان بالسعادة الداخلية التى تملأ حياته بالفرح ، مسار الشكر والرضا والقناعة "كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله" ، بالرضا والشكر ننال المزيد من النعم الإلهية كقول القديس باسيليوس الكبير : "ليست نعمة بلا زيادة إلا التى بلا شكر" .
 
ولكن دائرة الزمان فيها أيضا عدة طرق جانبية متعرجة ، ليس فيها أية استقامة ، وغالبا ما يتوه الإنسان بعيدا عن الطريق المستقيم وتضيع حياته بلا معنى ، وتتمثل تلك المسارات أو الطرق المعوجة فى ، مسار المال ، فمحبة المال أصل كل الشرور ، بالطبع المال ضرورى لحياتنا ولكنه يصبح ناقوس خطر حينما يتلهث الإنسان فى جمعه ويريد المزيد منه ، فيتحول المال من كونه مجرد وسيلة معينة ومنظمة للحياة الى هدف وغاية ، ومن أجله تقوم الصراعات والحروب ويخسر الإنسان حياته ، مسار السلطة والبحث عن المناصب والتحكم فى الآخرين واستعبادهم أحيانا ، مسار الجنس ، حيث الانحرافات الجنسية ، والتجارة فى البشر ، وظهور الخيانات فى حياة الناس وهو ما يجلب خطابا وسقطات عديدة .
 
الحياة عطية عظيمة من الله نشعر بحلاوتها الحقيقية حينما نحفظ وصايا الله ونسعى الى السير فى الطريق المستقيم الذى ينتهى بالحياة الأبدية ، فالله واهب المتع الحقيقية للحياة وواهب الفرح فى كل يوم "يمنحنا كل شىء بغنى للتمتع" ..