جمال كامل
لم تقم الحضارة المصرية من العدم وإنما كانت نتيجة عمل مضني و شاق قام به المصري القديم, وأستطاع الفن المصري القديم وخاصة فن النحت أن يسهم أسهاماً كبيراً في الأرتقاء بالحضارة المصرية القديمة, فأنتج النحات  المصري القديم العديد من القطع التي تزخر بها المتاحف, والتي تقف شاهداً على براعته.

ظهرت عبر العصور المصرية القديمة مجموعة من المدارس الفنية, وهي أربع مدارس. المدرسة المثالية,  الواقعية, والمدرسة التي إمتزج فيها الأثنان معاَ , والمدرسة الآتونية. وظل لهذه المدارس وجودها  على إمتداد الحضارة المصرية  وإن أذدهر بعضها على حساب البعض الآخر في بعض الفترات, وإختصت كل عاصمة من العواصم بمدرسة دون الأخرى .

وأما المدرسة المثالية فهي تلك التي عبرت عن غير الواقعية والتي أظهرت أصحابها في أفضل صورة ممكنة وتمثلت في تماثيل سنوسرت الأول التي عثر عليها في اللشت والمحفوظة بالمتحف المصري.

أما المدرسة الواقعية, فهي تلك التي عبرت عن واقع أصحابها وأحيانا عن واقع عصرها, وتمثلت في تماثيل أمنمحات الثالث فقد عبرت عن شخصية مسالمة كرست نفسها للبناء والتعمير.

وجاءت المدرسة  التي جمعت مابين المثالية و الواقعية, التي تمثلت في أبرز خصائص العصر في ملامح ملوكها جاءت واضحة في تماثيل سنوسرت الثالث التي تتميز بصرامة الملامح , وهو ما يتوافق مع كونه شخصية عسكرية قوية.

أما المدرسة الأخيرة وهي الآتونية, والتي إختارت لها هذا المسمى نسبة لفن العمارنة وفن إخناتون. ظهرت هذه المدرسة في عهد أبيه أمنحتب الثالث وأستمرت بعد إخناتون في عهد توت عنخ أمون, وآي, وحور محب, وجاءت المدرسة الآتونية معبرة عن الفكر الديني الجديد الذي تبناه إخناتون.

أزدهر فن النحت في الدولة القديمة و الوسطى و الحديثة و أثمر عددا من التماثيل بأنواع مختلفة, واستخدم المصريون حجم التمثال للتعبير عن الوضع الاجتماعي. فحجم تمثال الفرعون كان يفوق الحجم الطبيعي، ويزن أحيانا عدة أطنان. وكانت تماثيل الكتبة وموظفي البلاط بالحجم الطبيعي تقريبا.

وأما تماثيل الخدم والعمال فكانت رغم دقتها العالية أصغر حجما ولا يزيد ارتفاعها في العادة على 50 سنتيمترا. وقد أظهرت تلك التماثيل الخادم في أوضاع العمل إضافة إلى تماثيل ا لأوشبتى بالغة الصغر والتى يستدعيها صاحبها في دار الآخرة لكي تؤدي عنه العمل الصعب الذي لأبد أن يقوم به.

با لإضافة إلى المسلات التي تعتبر من المعالم الرئيسية المميزة للنحت المصري و قد أعتمدت في صناعتها على تقنيات معمارية عالية إذ كانت تنحت من كثلة واحدة و هي من أبرز معالم العمارة القديمة و تقام على جانب مداخل المعابد.

هناك أمثلة كثيرة لما بلغه الفنان المصري من أمجاد حققها في فن النحت, ومن أجمل التماثيل التي يتجلى فيها فن النحت في الدقة المتناهية  قناع توت عنخ أمون وتمثال رمسيس الثاني المحفوظ بمتحف تورين بايطاليا.

وقد شمل هذا الإنتاج عدة مجالات سواء بالنسبة للإنسان أو الحيوان و الطير مستعملا في ذلك خامات كالحجر بأنواعه، الذهب، الفضة، البرونز، النحاس والخشب. كما لجأ إلى استعمال الألوان المختلفة في الكثير من أعمال النحت و الحفر لتأكيد التعبير الذي يريد أن يحققه . مثال ذلك مقبرة رخميرع التي تزخربعدة مناظر دنيوية منها منظر يمثل رخميرع جالسا و أتباعه يشرف على أصحاب المهن و الحرف و الصناعات الخاصة بالمعبد. فنراهم قد اصطفوا أمامه في صفوف من طوائف: نجارين، نحاتين، حجارين، صانعي أوان و صانعي نعال و معادن و كل يعمل في تخصصه مقدما أنتاجه للوزير رخميرع.