كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
تحتفل الكنائس الكاثوليكية بمصر، اليوم الأربعاء بعيد تذكار مريم العذراء سيدة الثلج، حيث يحل في الخامس من شهر أغسطس.
 
وبحسب المكتب الإعلامي القبطي الكاثوليكي، رسمت الكنيسة المقدسة في مثل هذا اليوم عيداً لسيدتنا مريم العذراء باسم سيدة الثلج، وذلك لأنه كان في عهد البابا ليباريوس في روما رجل شريف غني يقال له يوحنا بطريقيوس وقد تزوج هذا بامرأة من عائلة نبيلة.
 
 لم يرزقهما الله ولداً ليكون وريثاً لأموالهما. فصارا لذلك حزينين مكسوري القلب. غير ان حسن تقواهما جعلهما أن يفوضا أمرهما إلى الله مباركين عنايته الإلهية. وحيث انهما كانا متعبدين لسيدتنا مريم العذراء. عزما أن يتخذاها وريثة لأموالهما فشرعا يصليان إليها بانبساط قلب طالبين منها أن تكشف لهما في أي عمل تريد أن ينفقا أموالهما اكراماً لها. 
 
فاستجابت ملكة السماء طلبتهما وفي ليلة الخامس من شهر اغسطس ظهرت لهما في الحلم وقالت لهما : غداً صباحاً اذهبا إلى جبل اسكويلين وهو احد الجبال المبنية عليها مدينة روما، فتجدا موضعاً مغطى بالثلج وعمرا هناك كنيسة على اسمي وبهذا ارضى أن أكون وريثة أموالكما. 
 
فلما طلع النهار قص يوحنا بطريقيوس رؤياه على امرأته. وهى ايضاً اقتصت عليه رؤياها. ثم انهما اعلما البابا ليباريوس بهذه الرؤيا. وكانت مريم العذراء قد أوحت بتلك الرؤيا عينها إلى البابا أيضاً. فحينئذً اجتمع الاكليروس والشعب وذهبوا غلى الجبل بزياح حافل ولما ارتقوا إلى أعلاه وجدوا فيه بقعة كبيرة مغطاة بالثلج وكان ذلك في اليوم الخامس من شهر أغسطس عام ٣٥٨م. فتأكد لدي يوحنا وامرأته كرامة مريم العذراء وعمرا هناك كنيسة فاخرة.
 
 ولسبب الكنائس الكثيرة المشيدة حينئذ في روما على اسم مريم العذراء دعيت هذه الكنيسة أولاً باسم كنيسة مريم العذراء سيدة الثلج، ثم دعيت كنيسة ليباريوس لأن الكرامة التى صارت سبباً لبنيانها حدثت في عهد البابا ليباريوس. 
 
ثم انهم سموها كنيسة سكستس لأن البابا سكستس. الثالث رممها وزينها بأمتعة فاخرة. ثم دعوها كنيسة مريم العذراء الكبري سيدة الثلج لسبب الكرامة التى حدثت في عهد بنيانها وأيضا لسبب سمو شرفها. وقد جازت سيدتنا مريم العذراء يوحنا وامرأته بأكثر مما لو نالت لهما من الله أولاداً. لانها جعلت أن يتخلد بهذا العمل ذكرهما بعد موتهما أكثر مما بأولادهما. ومن هنا يتضح أن الذين يجودون بأموالهم في سبيل الله لهم أجر عظيم وذكر دائم لا يمحي.