برلمانية تطالب بمنعه.. والقومي للطفولة والأمومة يشكو للأعلي للإعلام

كتب - نعيم يوسف
في محاولة لجذب أموال المتبرعين، وإظهار مدى الألم والقسوة التي يتعرض لهما الشخص المصاب بحروق، بثت مؤسسة "أهل مصر" التي يتبعها مستشفى مصر'> أهل مصر لعلاج الحروق بالمجان إعلانات أثارت جدلا واسعا على الرغم من نبل المقصد.
 
الهدف نبيل، وهو جمع تبرعات لعلاج مرضى يعانون الآلام المبرحة، ولكن الوسيلة لاقت انتقادات كبيرة، وصلت لمطالبة البعض بوقف الإعلان، وتقديم طلبات رسمية بذلك.
 
القومي للطفولة والأمومة
الدكتورة سحر السنباطي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، أصدرت بيانا قالت فيه، إن خط نجدة الطفل تلقى العديد من شكاوى المواطنين من الإعلان، لافتة إلى أنهم خاطبوا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بشأن اتخاذ اللازم نحو هذا الاعلان، واعتبرته أنه إساءة للطفل والأسرة المصرية.
 
وانتقدت "السنباطي"، ظهور مشاهد اعتبرتها ضمن العنف الأسري، وتخالف القانون، مثل قيام زوج بإلقاء وعاء به زيت مغلي على زوجته فيصيب طفلتهما بحروق، لافتة إلى أن هذه المشاهد ترسخ العنف الأسري ما يؤثر على الحالة النفسية للأطفال وسلوكياتهم، فضلاً عن الإساءة للمجتمع المصري بما يتعارض مع العادات والتقاليد والأعراف المصرية الأصلية، وبث رسائل إعلامية غير منضبطة.
 
هجوم الإعلامي نشأت الديهي
الإعلامي نشأت الديهي، مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، اعتبر أن هذا الإعلان أزعج المشاهديين، ويعمق العنف الأسري، معقبا: "لإعلان شكله يخض وأنا مخضوض، جمع التبرعات لمساعدة الناس أمر جيد، لكن هذا الإعلان يؤذي المشاعر، ويعتبر نوعا من التطبيع مع العنف".
 
وهاجم مقدم برنامج "بالورقة والقلم"، المذاع عبر فضائية "TeN"، ظهور قصة طفلة بالإعلان أن والدها كان يتشاجر مع والدتها وألقى عليها زيتا مغليا فسقط على الطفلة وتسبب في حريق بالغ لها، وفقدانها للبصر.
 
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل أصدرت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، بيانا، وصفت فيه الإعلان بأنه "من أسوأ الإعلانات التي ظهرت خلال شهر رمضان"، لافتة إلى أنه يعد "كارثة نفسية على المواطنين لأنه يفقد المحتوى الخاص به، لافتة إلى أن الإعلان جاء بنتائج عكسية غير مرجوة منه، وهو جمع التبرعات للمستشفى، إلا أنه أدى إلى نفور المشاهدين منه، مطالبة بوقف عرضه.
 
إلى ذلك، ردت هبة السويدي، رئس مجلس أمناء "مؤسسة مصر'> أهل مصر"، معربة عن شكرها لكل من انتقد الإعلان دون إسفاف أو تهكم، مؤكدة: "أنا كمان حابة أعتذر لو إعلان مصر'> أهل مصر ضايقكم وأذى مشاعركم...عارفه إن كلامكم وانتقاداتكم مش هجوم على شخصي أنا ، لكنه خوف وحرص على كيان مصر'> أهل مصر ونابع من حبكم واحترامكم لينا".
 
وتابعت "السويدي"، في بيان لها: "أنا طبعا عارفة و مقدرة قسوة قضية الحروق وصعوبتها وإلي تناولها كمان صعب أوي، بس الأصعب بكتير هو إن مايكونش عندنا مستشفي مخصصة لإنقاذ و علاج الحالات الحقيقية اللي عاشت القصص دي".
 
وأضافت: "حاولنا في إعلاناتنا السنة دي إننا ننقل مأساة ضحايا الحروق علشان نحس بيهم أكتر ونساعدهم، وحاولنا نقلل من قسوة المنظر إننا حتى مانجبش صورة حقيقية للحادثة أو نظهر ضحايا الحروق احتراما لمشاعرهم ومشاعر المشاهد، والأهم عندنا إن الناس تاخد بالها من الحوادث و القصص الحقيقية دي علشان ماتتكررش تاني لأولادنا و إخواتنا... لكن طالما أن سرد القصص الحقيقية والتي اخترنا أهونها وأقلها قسوة، من وجهة نظر بعض الناس كان قاسي جدا، فأنا بحترم كل رأي بناء وصلني وبقول لكل واحد فيكم احنا بنعتذر وبنأكد أن الواقع مؤلم أكتر بكتير من الي عرضناه، واحنا في مصر'> أهل مصر كل هدفنا إننا نكون صوت ضحايا الحروق الي جزء منهم بيتعرض لحادثة قضاء وقدر وفي تاني للأسف بيتعرض لحادثة نتيجة لحظة غضب وبفعل فاعل، وكل أملنا إننا نقدر ننقذ أرواح ضحايا الحروق ونعالجهم ونعيد تأهيلهم ودمجهم في المجتمع ونوعي الناس والأطفال بمخاطر الحروق وكيفية تفاديها والأهم من كل ده إننا نعلم نفسنا الأول ونعلم ولادنا ثقافة تقبل الآخر مهما كان عنده من تشوهات أو إعاقة ونكسر تابوهات الي اترسمت في مخنا كمجتمع يرفض رؤية الحقيقة والواقع وبدل ما يقبل بيه ويساعد في التوعية و التخلص منه عاوز يقفل عليه وينسى إن في أرواح بريئة كتير بتدفع تمن خفنا من المواجهة".