أقيمت صلاة الجمعة من الجامع الأزهر الشريف اليوم، إذ ألقي خطبة الجمعة المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري الدكتور عبدالمنعم فؤاد، وسط إجراءات احترازية وتباعد اجتماعي، مع اقتصار الخطبة على 20 فردًا من العاملين في المسجد.

 
وموضوع خطبة اليوم، هو «مصر في القرآن والسنة»، وقرأ قرآن ما قبل الخطبة الشيخ عبدالناصر حراك.
 
وقام فؤاد في الخطبة بالدعاء لمصر وجيشها وقادتها ورئيسها وشيخ الأزهر، كما دعا للبنان الشقيق أن يخرجه الله من الغُمة وأن يجمع أهله على كلمة سواء، وقال: «نحن في مصر جميعًا أخوة لكم، اللهم احفظ لبنان يا كريم».
 
واستهل الدكتور عبدالمنعم فؤاد خطبته بالقول: «الحمدلله رب العالمين الذي جعلنا من بلد كريم طيب مبارك وهي مصر وكفى بها نعمة»، مضيفًا: «إن مصر بلد لها أهميتها ومكانتها وبركتها وعليها عاش الأنبياء، وفيها دُفن الصديقون، ورأينا فيها الخيرات».
 
وأضاف: «الحديث عن مصر ليس حديثًا من باب الشعارات التي تُرفع أو من باب الحس الوطني المفروض، ولكن هو باب الإيمان ومن مقتضياته، أن تؤمن بما جاء في كتاب الله وسُنة رسول الله، لست وحدك ولكن مليار ونصف مسلم يتعبدون بما ذُكر في القرآن عن مصر ومظاهر الخير عنها».
 
وأكد: «نحن في وقت نشهد تحديات كثيرة تواجهها مصر الآمنة في الشرق والغرب والشمال والجنوب، في الحدود الخارجية وفي الداخل، وفي الإعلام العالمي والإعلام المعادي من قنوات تبيت ليلًا ونهارًا تضرب مصر بشائعات ليس لها حقيقة أو واقع، ويزعمون أن مصر ليست آمنة وأهلها في ضيق، لو قرأوا عن مصر في القرأن سيجدون أن الله هو الذي قال عن مصر آمنة».
 
وأوضح: «أمن مصر وكرم أهل مصر سُجل في القرآن حين قال الله إدخلوا مصر إن شاء الله آمنين وليس في الوثائق والمتاحف العالمية، وهو لم يكتب إلا لبلدين مكة ومصر»، مشيرًا إلى أن 6 قنوات ليلًا ونهارًا لا تطلق إلا قذائف الباطل على أمن مصر.
 
وذكر: «حدود مصر ستكون في أمن وأمان ومياه مصر ستكون في أمن وأمان، وأهل مصر سيكونون في أمن وأمان، والقادة الذي يقودون مصر يجعلونها في أمن وأمان لأنهم يؤمنون بالقرآن».
 
وتابع قائلًا: «لابد أن نحافظ على مصر، بذكر مناقبها، ولابد من الحفاظ عليها بالعمل الجاد أن ندع الكسل، بالعمل تبنى الأوطان».
 
وأكد: «علينا الحفاظ على مياه مصر وسط التحديات التي تواجهنا، والقيادات تتحرك بكل الوسائل للحفاظ على أمننا النيلي، وعلينا عدم الإسراف في المياه»، مضيفًا: «حافظوا على صحتكم ولا نستهتر، لا يليق بنا أن نستهتر في الحفاظ على صحتنا والإجراءات الإحترازية، لا يليق ألا يضع الناس الكمامات على وجوههم».
 
واستعرض فؤاد أوصاف كرم أهل مصر في القرآن في سورة يوسف، مضيفًا أن مصر دائمًا تُكرم ضيوفها، وتستقبل مصر من أصيبت بلده في كرمه، ومصر تستضيفهم بين أهلها وليس في مخيمات مثل دول أخرى، ولا تجد مصريًا إلا ولا تجده يُكرم الأخرين.
 
وهذه هي الجمعة الثالثة التي تقام في الجامع الأزهر الشريف، بعد الأولى في 5 يونيو والتي ألقاها عضو هيئة كبار العلماء الدكتور أحمد عُمر هاشم بعنوان: «الإسلام في مواجهة النوازل والشدائد»، و10 يوليو وكيل الأزهر السابق الدكتور عباس شومان بعنوان «منهج الإسلام في التعامل مع الأزمات».
 
وهذه هي خطبة الجمعة رقم 11، بعد 4 أشهر على قرار غلق المساجد، والذي اتخدته الوزارة في مارس الماضي، ضمن إجراءات وزارة الأوقاف للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، «كوفيد 19».
 
وأقامت الوزارة صلاة الجمعة الماضية بمسجد التلفزيون بعدد محدود من العاملين به، وذلك بالتنسيق بين الوزارة والهيئة الوطنية للإعلام، والصلوات السابقة بدأتها «بمسجدي السيدة نفيسة والفتاح العليم، والجامع الأزهر والفتاح العليم، ومسجدي السلطان حسن والفتاح العليم، ومسجد محمد علي بالقلعة والسيدة زينب، ومسجد الحسين».