أفاد وزير الطيران الهندي السبت إن المحققين وجدوا الصندوقين الأسودين لطائرة "إير انديا إكسبرس" التي تحطمت جنوب البلاد ما أدى إلى مقتل 18 شخصًا على الأقل ممكن كانوا يستقلونها.

 
وتحطمت الطائرة التي تقل 190 شخصًا عند هبوطها في ظروف جوية سيئة مساء الجمعة وانشطرت نصفين.
 
وقالت شركة الطيران إن الطائرة وهي من طراز بوينج 737 كانت متجهة من دبي إلى كوزيكودي في ولاية كيرالا بجنوب الهند.
 
وصرح مسؤول في إدارة الطوارئ أن "وقودا تسرب من الطائرة لكن معجزة حدثت ولم تندلع النيران". وأضاف "لو حدث ذلك لكانت حصيلة الضحايا أكبر بكثير".
 
وزار وزير الطيران هارديب سينج بوري، مكان الحادث السبت وأعلن العثور على صندوقي معطيات الرحلة ومحادثات قمرة القيادة، ما يساعد التحقيق في أسباب التحطم.
 
وأوضح أن مكتب التحقيق في حوادث الطائرات يتولى الأبحاث.
 
ويعتبر مطار كوزيكودي مطارًا صعبًا بالنظر إلى خصوصية مدرجه الذي يقع على هضبة وفي نهايته منخفض حاد.
 
وتضررت ولاية كيرالا من فيضانات في الأيام الأخيرة، وسجلت امطار غزيرة عند هبوط الطائرة.
 
وأعلن بوري مقتل 18 شخصًا في أحدث حصيلة، وقالت السلطات إن 22 شخصًا إصاباتهم حرجة وهم في المستشفى.
 
وبين القتلى قائدا الطائرة وأربعة أطفال.
 
وذكر رينجيث بانانجاد (34 عاما) الذي كان على متن الطائرة، لفرانس برس من سريره في المستشفى أنه يتذكر أن الطائرة لامست الأرض "ثم حل الظلام". وأضاف "بعد تحطم الطائرة فتح باب الطوارئ وتمكنت من الخروج منها".
 
وتابع أن "الجزء الأمامي للطائرة دمر تمامًا ولا أعرف كيف نجوت لكنني أشعر بالإمتنان".
 
وكانت قوة التحطم شديدة بحيث ألقت الجزء الأمامي من الطائرة وهي من نوع بوينج 737 على بعد 20 مترا من الجزء الخلفي المنشطر للطائرة.
 
وقال فضل بوثياكاث أحد السكان المحليين الذين كان من أول الواصلين إلى مكان الحادث لوكالة فرانس برس "لم نسمع سوى أصوات صراخ في كل مكان. كان الناس ملطخين بالدماء في كل مكان، بعضهم كانوا مصابين بكسور، وبعضهم تعرضوا للإغماء".
 
"انشطرت نصفين"
 
وأكدت وسائل إعلام هندية استنادا إلى معطيات موقع يتابع رحلات الطائرات أن الطائرة التي تحطمت حاولت الهبوط مرتين قبل ذلك.
 
وذكر ناجون لتلفزيون محلي أن الطائرة لم تكف عن الصعود ثم الهبوط لمرات قبل أن تهبط.
 
وهرع سائقو سيارات الأجرة وتجار لمساعدة المسعفين في عمليات الإنقاذ.
 
وقد توجب إنقاذ بعض الأشخاص من الطائرة استخدام معدات خاصة. وقال مسؤولون إن إخراج جميع الجرحى والجثث استغرق ثلاث ساعات.
 
ونقلت سيارات الأجرة العديد من المصابين إلى المستشفيات.
 
وقال أحد رجال الإنقاذ إن "السكان هرعوا إلى المكان بعدما سمعوا الضجيج"، موضحا أن "الناس جاؤوا بالسيارات وتبادلوا الرسائل على واتساب عن ضرورة القدوم لتقديم المساعدة". وأضاف أن "الناس قاموا أولا بنقل الجرحى إلى المستشفيات بسياراتهم ثم تولت فرق الإنقاذ العملية".
 
وقد توفي أحد الأطفال في سيارة قبل أن يتمكن من تلقي العلاج.
 
"عالقون بسبب الفيروس"
 
ومثل عشرات الطائرات الأخرى في الأسابيع الأخيرة، كانت الطائرة تعيد هنودا علقوا بسبب وباء كوفيد-19 في الخارج، وخصوصا في دول الخليج.
 
وطلب وزير الصحة في ولاية كيرالا ك.ك. شيلاجا، من جميع المشاركين في عملية الإنقاذ الخضوع لحجر صحي بسبب خطر انتقال فيروس كورونا من الركاب إليهم.
 
وتوضح وثائق الرحلة أن 15 من الركاب كانوا عائدين بعدما فقدوا وظائفهم و12 بسبب حالات طبية اضطرارية واثنين ليعقدا قرانهما.
 
وعبر رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن تعازيه. وقال في تغريدة على تويتر "أتضامن مع الذين فقدوا أحباءهم. أتمنى الشفاء العاجل للجرحى"، مؤكدا أن "السلطات في الموقع وتقدم المساعدات للضحايا".
 
كما عبر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن حزنه "لخسارة أرواح أبرياء".
 
وفي يونيو، سقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الباكستانية في حي مزدحم في كراتشي ما أسفر عن مقتل 97 من المسافرين إضافة إلى طفل من السكان المحليين.
 
ووقع آخر حادث جوي خطير في الهند في 2010 عندما تجاوزت طائرة "بوينج 737-800" تابعة لشركة الطيران "اير إنديا إكسبرس" المدرج فيما كانت آتية من دبي في مانجالور واندلعت فيها النيران. وقتل 158 شخصًا ونجا ثمانية فقط.