في مثل هذا اليوم 18 يونيو 1953م..
فى مثل هذا اليوم تم مصر'> إعلان قيام الجمهورية في مصر وتنصيب اللواء أركان حرب محمد نجيب رئيسًا لها.

تلقى محمد نجيب تعليمه بكتّاب وادي مدني عام 1905 حيث حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة.

انتقل والده إلى وادي حلفا عام 1908 فالتحق بالمدرسة الابتدائية هناك ثم انتقل مع والده عام 1917 لضواحي بلدة وادي مدني بمديرية النيل الأزرق وأكمل تعليمة الابتدائي وحصل على الشهادة الابتدائية فيها ثم التحق بكلية الغوردون عام 1913.

يقول محمد نجيب في مذكراته «كنت طالبا في السنة الثانية بالكلية 1914 وجاء المستر سمبسون مدرس اللغة الإنجليزية ليملي علينا قطعة إملاء جاء فيها: أن مصر يحكمها البريطانيون، فلم يعجبني ذلك وتوقفت عن الكتابة ونهضت واقفا وقلت له: لا يا سيدي مصر تحتلها بريطانيا فقط ولكنها مستقلة داخليا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي وغضب وأصر علي أن أذهب أمامه إلي مكتبه وأمر بجلدي عشر جلدات علي ظهري واستسلمت للعقوبة المؤلمة دون أن أتحرك أو أفتح فمي».

ذهب إلى مصر حيث حصل على الشهادة الابتدائية المصرية وعاد للخرطوم عام 1916.

بعد أن تخرج من الكلية التحق بمعهد الأبحاث الاستوائية لكي يتدرب علي الآلة الكاتبة تمهيدا للعمل كمترجم براتب ثلاثة جنيهات شهريا وبعد التخرج لم يقتنع بما حققه وأصر علي دخول الكلية الحربية في القاهرة.

التحق بالكلية الحربية في مصر في أبريل عام 1917 وتخرج فيها في 23 يناير 1918 ثم سافر إلى السودان في 19 فبراير 1918 والتحق بذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده ليبدأ حياته كضابط في الجيش المصري بالكتيبة 17 مشاة ومع قيام ثورة 1919 أصر علي المشاركة فيها علي الرغم من مخالفة ذلك لقواعد الجيش فسافر إلي القاهرة وجلس علي سلالم بيت الأمة حاملا علم مصر وبجواره مجموعة من الضباط الصغار.
انتقل إلى سلاح الفرسان في شندي وفد ألغيت الكتيبة التي يخدم فيها فانتقل إلى فرقة العربة الغربية بالقاهرة عام 1921.

بعد حرب 1948 عاد إلي القاهرة قائدا لمدرسة الضباط العظام وتيقن أن العدو الرئيسي ليس في فلسطين وإنما الفساد الذي ينخر كالسوس في مصر والذي كان يتمثل في الملك وكبار الضباط والحاشية والإقطاع وكان يردد دائما أن المعركة الحقيقة في مصر وليست في فلسطين ولا يتردد أن يقول هذا الكلام أمام من يثق فيهم من الضباط وفي فترة من الفترات كان الصاغ عبد الحكيم عامر أركان حرب للواء محمد نجيب ويبدو أن كلام نجيب عن الفساد في القاهرة قد أثر فيه فذهب إلي صديقه جمال عبد الناصر وقال له كما روي عامر لنجيب بعد ذلك : لقد عثرت في اللواء محمد نجيب علي كنز عظيم.

كان جمال عبد الناصر قد شكل تنظيم الضباط الأحرار وأراد أن يقود التنظيم أحد الضباط الكبار لكي يحصل التنظيم علي تأييد باقي الضباط وبالفعل عرض عبد الناصر الأمر علي محمد نجيب فوافق علي الفور.
يقول ثروت عكاشة "أحد الضباط الأحرار" في كتابه "مذكراتي بين السياسة والثقافة" : « كان اللواء محمد نجيب أحد قادة الجيش المرموقين لأسباب ثلاثة: أولها أخلاقياته الرفيعة، وثانيها ثقافته الواسعة فهو حاصل علي ليسانس الحقوق وخريج كلية أركان الحرب ويجيد أكثر من لغة ويلم باللغة العبرية وثالثها شجاعته في حرب فلسطين التي ضرب فيها القدوة لغيره وظفر بإعجاب الضباط كافة في ميدان القتال».

في ليلة لن ينساها تاريخ مصر والمنطقة، وقع في القاهرة حدث غير تاريخها جذرياً ومازلنا نشهد آثاره إلى اليوم، إنها ليلة 23 يوليو حينما خرج الجيش من ثكناته معلنا غضبه عما يحدث في البلاد.. وتصدرت صورة اللواء محمد نجيب الصفحة الأولي لجريدة «المصري» وفوقها مانشيت: اللواء نجيب يقوم بحركة تطهيرية في الجيش.

كانت ثورة يوليو في بدايتها مجرد حركة عسكرية لكنها لاقت قبول الشعب المصري واستقبلتها الجماهير بحفاوة بالغة وأطلقت عليها «ثورة».
فقد كان قائدها رجل شهد له الكل بالشجاعة وكان محمد نجيب هو سر نجاح الثورة فقد كان برتبة لواء أما باقي الضباط الأحرار فلم يتجاوز أكبرهم سناً رتبة بكباشي وبفضل نجيب تحولت الحركة إلي ثورة وإذا كان قد قدر لثورة يوليو أن تفشل لكان جزاء محمد نجيب الإعدام رميا بالرصاص طبقا لتقاليد الجيش.

بالرغم من خطورة الدور الذي قام به اللواء محمد نجيب في نجاح الثورة إلا أن البعض حاول أن يقلل من دوره وحاولوا أن يصوروا انه لم يكن له علم بالثورة وإنما هو "ركب الموجة" والبعض حاول ادعاء أن الضباط الأحرار استخدموا نجيب مجرد واجهة لإنجاح الثورة.
بل وصل الأمر ببعضهم أن يدعي أن محمد نجيب يوم الثورة كان مريضا في منزله وليس في ذهنه شيء عن أية ثورة وربما كان أمله الوحيد في شهر يوليو أن يغادر فراشه إلي عمله في سلاح الفرسان حتي استيقظ علي تليفون من الضباط الأحرار يقولون له: تفضل لقد قمنا بثورة واخترناك زعيما لها.
قد نتعجب حينما نعلم أن قائل هذا الكلام هو أنور السادات في كتابه "قصة الثورة كاملة" والذي كتبه في عهد عبد الناصر.


اعلان الجمهورية:
أعلن مجلس قيادة الثورة مساء يوم 18 يونيو عام 1953 إعلان الجمهورية المصرية، وتضمن القرار تولى اللواء محمد نجيب رئاسة الجمهورية، وأن تكون للشعب الكلمة الأخيرة فى تحديد نوع الجمهورية – رئاسية أو برلمانية – واختيار شخص الرئيس أيضًا، وذلك بمجرد إقرار مشروع الدستور الجديد.

محمد نجيب رئيسًا للجمهورية:
بعد هذا الإعلان استقالت وزارة محمد نجيب، وعيّن مجلس قياد الثورة اللواء محمد نجيب رئيسًا للجمهورية ورئيسًا للوزارة، وجمال عبد الناصر نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للداخلية، ورُقِّى عبد الحكيم عامر إلى رتبة لواء، وعُيّن قائدًا عامًّا للقوات المسلحة، كما عُيّن عبد اللطيف البغدادى وزيرًا للحربية والبحرية، وصلاح سالم وزيرًا للإرشاد القومى، وبالتدريج تولّى الضباط الأحرار مناصب الوزارة كلها.

مصادرة أموال الملك فاروق:
قرر مجلس قيادة الثورة مصادرة أموال وممتلكات الملك السابق فاروق، وكذلك مصادرة أموال أسرة محمد على وممتلكاتهم، وقد أصدر رئيس الجمهورية اللواء محمد نجيب قرارًا بإنشاء الحرس الوطنى – وهى قوة عسكرية قائمة على التطوّع الشعبى – ليكون عونًا للجيش النظامى الأساسى فى الذود واستقلال البلاد.!!