"مش هنسى أبدا منظر زميلي وهو بيموت قدامي، حاولت إنعاش قلبه لأكثر من 50 دقيقة في محاولة لإعادته إلى الحياة، فضلا عن اكتشافي إصابة مريض بالفشل الكلوي خلال الفحوصات، دون إبلاغ أبنائه لنا بذلك، ليموت العجوز نتيجة وصوله متأخرا".. بتلك الكلمات بدأ الدكتور عاطف وهدان مدرس الأمراض الصدرية ورعاية الصدر بجامعة الأزهر في دمياط، ورئيس فريق العزل بمستشفى الأزهر التخصصي.

يروي وهدان قصته لـ"الوطن": تخرجت عام 2001 في طب أزهر القاهرة، ليتم تعيني في دمياط في العام ذاته، حيث تخصصت كطبيب أمراض صدرية، ومؤخرا توليت العزل بمستشفى الأزهر التخصصي بمدينة نصر، خلال فترة عملي بالعزل.

وتابع: لن أنسي أبدا حينما أصيب زميل لي يصغرني يدعى "س. ر" طبيب جراحة مخ وأعصاب بعامين بفيروس كورونا، ونظرا لتدهور حالته، يحتاج إلى إنعاش قلب، حاولت جاهدا أنا وزملائي، وقمنا بالإنعاش لمدة تزيد عن 50 دقيقة، ما يعد مجازفة كبيرة على الطاقم الطبي، الذي كان معرض للإصابة، حيث أن أقصى مدة للإنعاش 20 دقيقة، ليتوفى متأثرا بإصابته.  

وتذكر وهدان، دخول حالة مريض متدهورة، ورغم نقله بمعرفة أولاده، إلا أنهم لم يكونوا على معرفة بمرض والدهم بالفشل الكلوي، وإجراؤه جلسات قريبة، وهو ما أثر نفسيا في نفسي بعدما اكتشفت في الفحص إصابته بالفشل الكلوي، وفي التوقيت ذاته، مصاب بفيروس كورونا، ما أدى لتأخر حالته ووفاته.

وأضاف وهدان، كنا نستقبل نحو 7 حالات يوميا لمدة 14 يوما، بمتوسط 96 حالة، علاوة على الحالات الموجودة بإجمالي 180 حالة، مؤكدا سبق لي العمل بقسم الرعاية المركزة بمستشفى صدر دمياط، ثم انتقلت للعمل بالأزهر التخصصي، بدلا من زميل لي.

وأردف وهدان: المريض بحاجة لدواء وطعام واهتمام فقط بالحالة، مشيرا لإجرائهم جلسات دعم نفسي لطبيبن، كانا في حالة نفسية سيئة، بعد إصابتهم ووفاة عدد من ذويهم بالفيروس، مشددا على أهمية معاملة مريض فيروس كورونا معاملة حسنة، دون التقليل منه.

ووجه وهدان نصائحه للمواطنين، مشددا على أهمية العزل المنزلي، الاهتمام بالنظافة، وارتداء الكمامة، كما وجه رسالته للأطقم الطبية، بضرورة حسن التعامل مع المريض، كونه عامل مهم في العلاج، مشيرا إلى أن أغلب إصابات الأطباء حدثت نتيجة انتقال العدوى لهم من عياداتهم الخاصة، أما العزل فنسبة الإصابة قليلة جدا انتقلت لهم العدوى، نظرا للالتزام التام داخل العزل، بارتداء المستلزمات الوقائية، وهو ما لا يتوفر بشكل كامل في العيادات الخاصة.

واختتم: أنا مستعد للعمل مرة أخرى، حال تم ندبي للعمل بالعزل مع الفريق ذاته، الذي عمل معي حيث حققنا نتائج رائعة.