كتب – سامي سمعان
اختتم أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية زيارته التضامنية إلى بيروت، مساء اليوم، والتي استمرت يوما واحدا زار خلالها مرفأ بيروت المدمر وبعض الأحياء المجاورة المتضررة من انفجار ٤ اغسطس، والتقى مع كل من السادة رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة، كما استقبل وتواصل مع عدد من السياسيين اللبنانيين للاستماع الى مختلف التقييمات حول الوضع في البلاد في أعقاب الكارثة التي ضربت العاصمة بيروت.
 
وصرح السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد أن الزيارة "حققت اهدافها من حيث التعبير عن تضامن الجامعة العربية مع لبنان وشعبه المنكوب في هذه الكارثة الكبرى بالاضافة الى التأكيد لجميع القيادات اللبنانية على استعداد الجامعة العربية لحشد دعم من خلال منظومة العمل العربي المشترك يسهم في مواجهة لبنان لتبعات هذه الكارثة من مختلف الوجوه".
 
وأوضح زكي، أن الأمين العام حرص خلال الزيارة وخلال لقاءاته قيادات الدولة على "التعبير عن استعداد الجامعة المساهمة الفعلية في التحقيق في ملابسات وقوع هذا الحادث بشكل جدي ومهني وذي مصداقية اذا طلب منها ذلك"، مضيفا "حصلت حوارات عديدة حول هذا الموضوع مع جميع من التقاهم الأمين العام وتباينت الرؤى بطبيعة الحال.. والأمين العام أكد من ناحيته أن الهدف هو استجلاء الحقائق بشكل كامل وجدي وعرضها أمام الرأي العام اللبناني، خاصة وأن ما حدث يعد أمراً جللاً بكل المقاييس.. ونتج عنه خراب ودمار وفقدان ارواح بريئة.. والجامعة حريصة على دعم لبنان في هذا الموضوع".
 
وتابع السفير حسام زكي أن "أحد الموضوعات التي أثيرت بطبيعة الحال خلال الزيارة تتصل بالمناخ السياسي في لبنان ككل في ظل الاستقطاب الحاد الذي تعيشه البلاد والأزمة الاقتصادية المالية الهائلة التي تمر بها .."، وأضاف "كانت رسالة الأمين العام خلال لقاءاته مرتكزة على ضرورة توافق اللبنانيين ذاتهم على مجموعة من الأمور التي من شأنها تخفيف حدة الوضع وتجنيب لبنان ويلات التجاذبات الاقليمية الحادة وابراز النوايا الطيبة للبنان تجاه محيطه العربي في المقام الأول.. خاصة أن مشاعر التضامن العربية كانت حاضرة جدا وبشكل عملي في أعقاب الانفجار وبما أدى الى ما يشبه التنافس الحميد للمسارعة بنجدة لبنان". وأوضح السفير زكي أن "الهوة ما تزال واسعة بين الفرقاء اللبنانيين في هذه المسألة رغم وجود توافق كامل فيما بينهم على الانتماء والهوية العربية للبنان وكون العالم العربي يشكل شبكة أمان للبنان في وقت الشدائد كما ظهر من هذه الأزمة".
 
وتابع "ومع هذا فقد شدد الأمين العام في أحاديثه مع الجميع علي ضرورة العثور على مخرج مناسب يتفق عليه من الوضع الحالي لما يستتبعه من ابتعاد لبنان عن محيطه العربي بشكل يؤذي مصلحة اللبنانيين ولا يتوافق مع طبيعة الأمور".
 
من جهة أخرى أوضح زكي أن "لقاءات الأمين العام شملت رؤساء الحكومة السابقين سعد الحريري وفؤاد السنيورة وتمام سلام وكذلك الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية والشيخ سامي الجميل رئيس حزب الكتائب كما تواصل هاتفيا مع السيد وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي لوجوده خارج بيروت.. واستقبل الأمين العام كذلك ناشطين من المجتمع المدني وتواصل تاتفياً مع رئيس الصليب الأحمر اللبناني"، واضاف ان " تلك اللقاءات كانت مفيدة في استكمال رسم صورة الوضع بالبلد خاصة وان حوارات الامين العام مع كبار السياسيين اللبنانيين دائما ترتكز علي الصراحة في تبادل الرأي..".
 
واختتم الأمين المساعد تصريحه بالاشارة الى أنه "سيتم على الفور ارسال تقرير تفصيلي للدول الأعضاء بمشاهدات وتقييم الأمين العام للزيارة شاملا المعلومات الواردة من الحكومة اللبنانية حول الأضرار الهائلة التي لحقت بالمدينة"، مشيرا الى أن "الأمين العام أعرب عن عميق تعازيه لكل القيادات والسياسيين في الضحايا الذين سقطوا جراء الانفجار وتمنياته الحارة بسرعة شفاء جميع المصابين"، وقال"سوف تقوم المنظومة العربية بواجباتها في مساعدة لبنان لمواجهة الكارثة الحالية.. وسوف تضطلع الأمانة العامة بدورها في هذاالاطار كما تم الاتفاق عليه مع الحكومة اللبنانية".