عرض - سامية عياد
لا يستطيع الإنسان أن يشعر بالرضا إلا إذا عاش حياة التسليم والطاعة والثقة بالله ، أما الإنسان الرافض والذى لا يعجبه أمر ، ويريد أن يتحكم بعقله ويظن أن الأفكار التى أمام عينيه هى الصائبة ، فهو غالبا لا يشعر بالرضا.

قداسة البابا تواضروس الثانى يحدثنا عن حياة الرضا قائلا : الرضا هو أن يسلم الإنسان حياته لله ، فالتسليم يجعل الإنسان فرحا وراضيا ويشعر دائما بشكل من أشكال الراحة الداخلية النفسية ، والتسليم يجعل الإنسان يعيش حياة الطاعة الحكيمة فتحل عليه البركة سواء كان فى البيت أو الدير أو الخدمة أو فى المجتمع ، ايضا الرضا هو نتيجة للثقة والإيمان بشخص المسيح الذى يدبر حياتنا ، يد الله قوية تعمل ويدبر كل شىء بحكمة بما فيه خير للإنسان .
لكن كيف نمارس عمليا حياة الرضا ؟

يقدم لنا قداسة البابا تواضروس الثانى عدة أفكار للممارسة العملية للرضا منها تجنب كلمة "إشمعنى" فهى كلمة ضارة جدا بحياة الرضا فمثل الوزنات الذى قدمه السيد المسيح لم يقل أحد كلمة "اشمعنى" الكل رضا بالوزنة التى اعطت له وتاجر وربح وسمع الجميع نفس التطويب "نعما أيها العبد الصالح والأمين ! كنت أمينا فى القليل فأقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك" ، لابد أن يقلل الإنسان من كلمة "لا" فهذه الكلمة حادة بعكس كلمة حاضر ، فالتذمر يفقد الإنسان أشياء كثيرة ، يجب تجنب كلمة "لا" حتى أثناء تخاطب الأب مع أولاده فى البيت واستخدام صيغ مريحة للرفض مثل القول سوف نرى هذا الأمر ، ايضا إذا وضع الإنسان فى موضع اختيار يجب أن يعطى فرصة للطرف الآخر أن يختار أولا وليس شرطا أن الكبير هو الذى يختار فى كل مرة وهو ما يجب أن نعلمه لأبنائنا .

كذلك اجعل احاديثك مصحوبة بابتسامة ، لأن هذه الابتسامة هى اللغة التى يفهمها جميع الناس ، حتى فى تربيتنا للصغار يجب أن يكون مصحوبا بالابتسامة حتى لا يعتقد الصغار أن الكبار يضيقون عليهم فى البيت ، ومن الحكمة أن يخاطب الإنسان من أمامه بالصيغة التى يحبها ، بل أن الإنسان الحكيم يعرف كيف يبتكر صفات لكل أحد بطريقة إيجابية ، وهذا يشعر الإنسان بجو الرضا والسعادة القلبية .

ايضا لابد أن يتعود الإنسان على كتابة ثلاثين نقطة يشكر الله عليها فى حياته وتصبح الورقة التى كتبها بخط يده معه باستمرار ومتى حدث شىء يضايقه فيتذكر هذه النقاط التى كتبها بيده ويعرف عمل الله معه.