كشفت تقارير أن السلطات الألمانية بدأت تضيق ذرعا بالحارس الشخصي لزعيم القاعدة الراحل اسامة بن لادن الذي تحاول ترحيله منذ العام 2006 لكن مخاطر تعرضه لتعذيب حالت دون ذلك.

أمر وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر سلطات الهجرة التعجيل بالإجراءات التي ستسمح لألمانيا بترحيل متطرف مشتبه به عمل من قبل حارسا شخصيا لأسامة بن لادن.

وأجرت السلطات الأمانية تحقيقات مع "سامي أ" وهو تونسي يبلغ من العمر 41 عاما، بشأن مزاعم صلته بتنظيم القاعدة في عام 2006، دون توجيه اتهام له. ويعيش سامي مع زوجته الألمانية وأطفاله الأربعة في مدينة بوخوم في غربي ألمانيا.

استبعاد
وينفي الحارس الذي لم تكشف السلطات الألمانية عن اسمه بالكامل خشية اعمال انتقامية ضد، أي صلة بالأعمال الجهادية، واستُبعد ترحيله إلى تونس بسبب مخاوف تعرضه للتعذيب.

وكانت السلطات الألمانية رفضت طلبا للجوء تقدم به في عام 2007، لأنه كان مدرجا على قائمة الخطر الأمني، ويتعين عليه التواصل مع قسم الشرطة يوميا.

وتقول الحكومة الألمانية إن الجهاديين المشتبه بهم يواجهون خطر التعذيب في دول شمال أفريقيا. لذا لا تعد تونس، ولا الدول العربية المجاورة، على قائمة الدول التي يمكن ترحيل مهاجرين إليها.

اجراءات
ونقلت صحيفة (بيلد)، أمس الجمعة، عن وزير الداخلية الألماني قوله في تقرير نشر على الموقع الإلكتروني للصحيفة: "بدأ المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إجراءات إلغاء ضد الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن. وقد أمرت المكتب بأن تكون لتنفيذ العملية أولوية قصوى".

وأكد زيهوفر أنه سيراقب العملية عن كثب، وأن المحكمة الدستورية الألمانية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أشارتا إلى أنه يمكن طرد المتطرفين المشتبه بهم.

وأثارت قضية "سامي أ"، ، غضبا الشهر الماضي بعدما ذكرت وسائل إعلام ألمانية أنه كان يحصل على إعانات اجتماعية منذ عام 1997، ويتقاضى راتبا اجتماعيا شهريا قيمته 1168 يورو، على الرغم من تصنيف وكالات المخابرات له على أنه يشكل تهديدا محتملا.

هجمات سبتمبر
وكان بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأعطى الضوء الأخضر لشن هجمات إرهابية في الحادي عشر من سبتمبر 2001، استهدفت الولايات المتحدة، واستطاعت القوات الخاصة الأميركية قتله بالرصاص في باكستان عام 2011.

وكان ثلاثة على الأقل من الطيارين الذين نفذوا الهجوم الانتحاري في الحادي عشر من سبتمبر، أعضاء في خلية تابعة لتنظيم القاعدة، مقرها هامبورغ في شمالي ألمانيا.

ويقول شاهد عيان إن سامي عمل شهورا في عام 2000 كأحد أفراد الحرس الخاص لبن لادن في أفغانستان. وينفي الرجل أي صلة بالأمر، لكن قضاة في محكمة مدينة دوسيلدورف يصدقون الشاهد.

والتحق سامي بعدد من الدورات الدراسية في مجال التكنولوجيا، بعد أن حصل على تصريح إقامة مؤقت في ألمانيا عام 1999، كما انتقل للعيش في المدينة في عام 2005.