كتبت : سامية عياد
"يشبه ملكوت السماوات إنسانا زرع زرعا جيدا فى حقله ، وفيما الناس نيام جاء عدوه وزرع زوانا فى وسط الحنطة ومضى ، فلما طلع النبات وصنع ثمرا ، حينئذ ظهر الزوان أيضا.." مثل الحنطة والزوان يعلمنا فيه الرب يسوع اليقظة الروحية وحياة السهر حتى لا يتسلل العدو ليلا ..
 
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "الصوم وحياة السهر" اكد لنا أن إبليس رئيس مملكة الظلمة لا يطيق مملكة النور ، وبالتالى فهو فى حرب مستمرة معنا لكى يعطل نمو حياتنا الروحية ، والنوم فى هذا المثل بمعنى التراخى والإهمال أو نسيان الله نفسه ، والزوان الذى يلقيه أبليس وسط الحنطة يشير الى الخطية التى تتسلل الى الفكر والقلب فى غفلة روحية من الإنسان ، يشير الى الأشرار الذين يفتقدون الحياة الروحية العميقة ، الذين يريدون الشر لغيرهم ، كما يشير الى الهرطقات التى تنتشر فى غفلة روحية من الرعاة ، لذا فحياة السهر تعنى اليقظة الروحية التى تحفظ ثمار البذار الصالحة لكى تنمو.
 
فى وقت الحصاد طلع النبات وصنع ثمرا وظهر الزوان أيضا وهنا يقول الرب يسوع "فى وقت الحصاد أقول للحصادين اجمعوا أولا الزوان واحزموه ليحرق ، وأما الحنطة فاجمعوها الى مخزنى" والحصاد يقصد به انقضاء العالم والحصادون هم الملائكة وهنا يطلب الرب يسوع منا عدم اليأس والجهاد لا فى اقتلاع الزوان بل فى العمل وتحويل الزوان الى حنطة ، فالله لم يقطع عيسو الشرير حتى لا يهلك معه أيوب البار الذى جاء من نسله ، ولم يقتل لاوى العشار حتى لا يفقده ككارز بالإنجيل ، ولا انتقم لإنكار سمعان بطرس الذى قدم دموع التوبة بحرقة ولا ضرب شاول الطرسوسى بالموت حتى لا نفقد بولس الرسول الذى كرز باسم الرب يسوع فى كل مكان ، فالزوان قد تتحول الى حنطة لذا ينصح القديس أغسطينوس بقوله : "كثيرون يكونون فى البداية زوانا لكنهم يصيرون بعد ذلك حنطة ، فلنحتملهم بالصبر .. فليحتمل الصالحون الأشرار ، وليصلح الأشرار من أمرهم مقتدين بالصالحين". 
 
احرص أيها الإنسان على اليقظة الروحية ، لتجعل قلبك مسكنا للرب يسوع بالصوم و الصلاة و السهر ، لا تسمح للشيطان أن يتسلل الى قلبك ويلقى زوانا وسط حياتك الروحية فيعكر صفو علاقتك مع الله ...