كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
 
احتفلت الكنيسة الكاثوليكية بمصر، اليوم الثلاثاء، بعيد تذكار القديسة كلارا البتول، حيث يحل عيدها في 11 أغسطس.
 
ولدت في مدينة أسّيزي في إيطاليا، حوالي سنة 1193م .من عائلة غنية ونبيلة . وصارت تشعّ بالبراءة منذ صغرها فأخذت عن أمّها مبادئ الإيمان وكانت تمدّ يد العون إلى الفقراء بعفويّة، وتستعمل ثراءها للتخفيف من آلامهم وكانت الصلاة أفضل ما تملأ به وقتها.
 
سمعت كلارا بالقدّيس فرنسيس الذي ذاعت شهرته، وسرعان ما تمنّت السير على خطاه فذهبت إليه، وفاتحته بسرّها وبرغبتها بتكريس ذاتها كليّاً لله، وبعيش الإنجيل بالفقر والصلاة وعندما وافق فرنسيس، مضت تاركةً وراءها بيتها وعائلتها، متّجههً نحو دير سيّدة الملائكة.
 
لكن محاولتهم باءت إلى الفشل، وسرعان ما لحقت بها أختها أنياس، رغم المقاومة الشديدة للعائلة لم يطل الأمر حتى صارت النساء والفتيات يهرعن إليها. وكان الجميع يعيش فقراً مطلقاً، وطاعةً ساميةً، لأنّ محبّة الله كان محرّكها الأساسيّ كانت القدّيسة كلارا خادمةً ومسؤولةً عن أخواتها.
 
فهي تقول أنّ المؤمن هو أكثر أهميّة من السماوات، لأنّ السماوات لا تسع الله، بينما المؤمن هو مسكنٌ للرب كانت ترغب القدّيسة كلارا في أن تعيش أخواتها في الدير دون ممتلكات ودون الاهتمام بالغد وكانت تريد امتيازاً واحداً: العيش دون امتيازات ! كان الفقر، بالنسبة لها، مسألة هويّة: اتّباع المسيح الفقير والمصلوب! لقد اعتنقت الفقر، لأنّ حبيبها اعتنقه أيضاً.
 
كانت صلاة كلارا بصريّة جدّاً فكانت تستعمل الحواس كثيراً: النظر، التأمّل، المشاهدة، كي نصلّي، لا نحتاج لأن نغلق أعيننا وأن نختبىء عن العالم إنّما أن ننظر: ننظر إلى العالم بعينيّ الله وننظر إلى المسيح مرآتنا. لأنّ النظر يخلق شبهاً. إنّ حضارتنا مليئة بالصور (التلفزيون، الإنترنت، الموضة،…) التي تؤثّر علينا وتغيّر حياتنا لكنّ مرآة المسيح تحرّرنا وتحوّل كياننا يكفي أن ننظر كلّ يوم وبصورة مستمرّة .
 
تركت القديسة كلارا كتابات روحية كثيرة تكشف عن عمق علاقتها مع المسيح . رقدت في الرب عام 1253م بعد أن نالت من البابا غريغوريوس التاسع الامتياز الذي ناضلت من أجله طيلة حياتها " امتياز الفقر " أي حق رهبنتها " السيدات الفقيرات "بعدم امتلاك اي شئ ، من أقوالها " طوباك يافضيلة الفقر : إنك تهبين كنوزاً ابدية لمن يحبك ويعتنقك ". فلتكن صلاتها معنا .