يدرك أغلبنا الأسباب المباشرة وراء المعاناة من زيادة الوزن، فيما يعلم البعض بفوائد التأمل والاسترخاء التي زاد الاهتمام بها مؤخرا، ولكن هل توجد علاقة بين التأمل والاسترخاء وبين فقدان الوزن الزائد؟ هذا ما نجيب عنه عبر كيفية الاعتماد على التأمل من أجل إنقاص الوزن.

أسباب زيادة الوزن الخفية

ترى لين غولدبرغ، وهي خبيرة ومدربة التأمل، أنه في كثير من الأحيان، يكون الجوع بريئا من إفراط الإنسان في تناول الطعام، بدرجة تتسبب في زيادة وزنه ومعاناته بمرور الوقت من السمنة.

تشير لين إلى أن الإنسان أحيانا ما يتحفز من أجل تناول الطعام بصورة لا إرادية، عندما يمر على سبيل المثال بجوار مطعم تنبعث منه روائح الطعام الرائعة، أو في حال كان حزينا أو متوترا، حيث يلجأ للطعام كعلاج مؤقت فيما يعرف باسم الأكل العاطفي.

كذلك يعتمد البعض على الإفراط في تناول الطعام عند الإحساس بالملل، وفي حالة عدم وجود بديل من أجل الاستمتاع بالوقت، ليبدو من المؤكد أن أغلب أسباب زيادة الوزن ليس لها علاقة بالإحساس الطبيعي بالجوع.
اقرأ أيضا

كيفية تحكم العقل في المعدة

تؤكد مدربة وخبيرة التأمل إذن، أن السر في تلك الحالة يكمن في كيفية إعطاء العقل فرصة التحكم في قرار تناول الطعام، بدلا من ترك الأمور للصدفة التي تؤدي بالإنسان لتناول الطعام مع إحساسه بالقلق أو الحزن أو حتى الملل.

ترى لين أن التأمل بإمكانه أن يجعل الإنسان قادرا على السيطرة على مشاعره بصورة شبه كاملة، حيث يصبح أكثر دراية بأسباب رغبته في تناول الطعام، ليكون مستعدا إذن للتفرقة بين رغبته في تناول الطعام لإحساسه بالجوع أو لإحساسه بالغضب أو السأم.

يساهم الاسترخاء كذلك في زيادة قدرة الإنسان على مواجهة الرغبة الداخلية في تناول الطعام، نظرا لأن العقل يصبح أكثر صفاء، وخاليا تماما من الأفكار السلبية، ليصبح التحكم في المعدة أكثر سهولة مما كان من قبل.

تشير مدربة التأمل أيضا إلى دور الاسترخاء في تقليل إفرازات هرمون الكورتيزول، المعروف باسم هرمون التوتر، والذي يساهم في تخزين الدهون في الجسم، لذا فمواجهته تعني خسارة الوزن بصورة طبيعية، فيما تؤكد لين غولدبرغ في النهاية، أن التأمل هو بداية طريق التحكم في العقل بشكل إيجابي، يمنح صاحبه القدرة على تحديد اختياراته بما لا يضر بصحته.