في مثل هذا اليوم 14 اكتوبر1933م.

سامح جميل .

عصبة الأمم ( League of Nations) هي إحدى المنظمات الدولية السابقة التي تأسست عقب مؤتمر باريس للسلام عام 1919، الذي أنهى الحرب العالمية الأولى التي دمّرت أنحاء كثيرة من العالم وأوروبا خصوصًا. كانت هذه المنظمة سلفًا للأمم المتحدة، وهي أوّل منظمة أمن دولية هدفت إلى الحفاظ على السلام العالمي.
 
وصل عدد الدول المنتمية لهذه المنظمة إلى 58 دولة في أقصاه، وذلك خلال الفترة الممتدة من 28 سبتمبر سنة 1934 إلى 23 فبراير سنة 1935. كانت أهداف العصبة الرئيسية تتمثل في منع قيام الحرب عبر ضمان الأمن المشترك بين الدول، والحد من انتشار الأسلحة، وتسوية المنازعات الدولية عبر إجراء المفاوضات والتحكيم الدولي، كما ورد في ميثاقها.
 
من الأهداف الأخرى التي كانت عصبة الأمم قد وضعتها نصب أعينها: تحسين أوضاع العمل بالنسبة للعمّال، معاملة سكّان الدول المنتدبة والمستعمرة بالمساواة مع السكّان والموظفين الحكوميين التابعين للدول المنتدبة، مقاومة الاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة، والعناية بالصحة العالمية وأسرى الحرب، وحماية الأقليّات العرقية في أوروبا.
 
ألمانيا النازية هو اسم شائع غير رسمي يطلق على ألمانيا في الفترة الممتدة من عام 1933 حتى عام 1945، نسبة الى اسم الحزب النازي عندما كان أدولف هتلر وحزبه يحكمان ألمانيا دكتاتورياً. تحولت ألمانيا - تحت حكم نظام هتلر - إلى دولة فاشية استولى فيها الحزب النازي على البلاد وسيطر بشمولية على جميع جوانب الحياة تقريبا. بينما كان الاسم الرسمي للدولة الرايخ الألماني "ديوتشس رايش" من سنة 1933 حتى 1943 و"غروديوتشس رايش" الرايخ الألماني الأكبر من 1943 إلى 1945. هذه الفترة معروفة أيضا باسم أسماء الرايخ الثالث .. انتهى النظام النازي بعد أن هزمت دول الحلفاء ألمانيا في مايو 1945، مما أنهى الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
 
أصبح هتلر مستشارا لألمانيا بعد أن عينه رئيس الجمهورية باول فون هيندنبورغ في 30 يناير 1933. ثم بدأ الحزب النازي بالقضاء على جميع المعارضة السياسية وتعزيز قوتها. توفي هيندنبرغ في 2 أغسطس 1934، وأصبح هتلر ديكتاتوراً لألمانيا من خلال دمج سلطات ومكاتب المستشارية والرئاسة. وأكد استفتاء وطني أجري في 19 أغسطس 1934 أن هتلر هو الفوهرر الوحيد في ألمانيا. كل السلطة كانت مركزية في شخص هتلر، وأصبحت كلمته فوق كل القوانين. ولم تكن الحكومة هيئة منسقة ومتعاونة، بل مجموعة من الفصائل التي تناضل من أجل السلطة وصالح هتلر.
 
وفى 14 أكتوبر من عام 1933، بعد حوالى تسعة أشهر من تعيين أدولف هتلر مستشاراً لألمانيا، أعلنت الحكومة الألمانية انسحابها من عُصبة الأُمم.
كان السبب الظاهرى لذلك هو رفض القوى الغربية الإذعان لمطالب ألمانيا فى التكافؤ العسكرى، من خلال هذه الرسالة المقتضبة، التى ترجع إلى 19 أكتوبر من عام 1933، أخطر وزير الخارجية كونستانين فرايهر فون نويرات الأمين العام لعُصبة الأُمم، جوزيف أفينول، بانسحاب ألمانيا.
 
تبع خروج ألمانيا من المنظمة الدولية تعزيز قوتها العسكرية الضخمة، وهو ما تم انتهاكاً للاتفاقيات العالمية، والتخلى عن ميثاق لوكارنو (1936)، والاستيلاء على النمسا (1938)، وضم مقاطعات بوهيميا ومورافيا التشيكوسلوفاكية (مارس 1939).
 
انتهت هذه الأحداث بهجوم ألمانيا على بولندا فى 1 سبتمبر من عام 1939، واندلاع الحرب العالمية الثانية. توجد هذه الرسالة فى أرشيفات عُصبة الأُمم، المحفوظة فى مكتب الأمم المتحدة بجنيف. أُدرِجت الأرشيفات فى سجل ذاكرة العالم التابع لليونسكو عام 2010..