كتب – روماني صبري 
 
أصاب المهندس الألماني الأصل "فيرنر فون براون"، نجاحا كبيرا  حين عمل على تطوير تكنولوجيا الصواريخ في ألمانيا، اعتبره العلماء رائد تكنولوجيا الصواريخ الفضائية في الولايات المتحدة، عمل على برنامج الصواريخ الألماني الشهير  باسم V2 والذي أطلق عليه صاروخ الانتقام، لكن لم يصب الصاروخ النجاح المرجو منه خلال الحرب العالمية الثانية، لكن استحال هذا الفشل إلى نجاح حين انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث أجرى هناك على الصاروخ التجارب اللازمة والتعديلات المطلوبة، ليصبح أول صاروخ ينقل أول رائد فضاء إلى القمر.
 
البداية 
شهد عام 1912 ولادة براون ببلدة ويرزيسك البولندية لأسرة أرستقراطية وكان هو الابن الأوسط بين ثلاث أبناء في أسرته، عمل والده موظفا حكوميا ثم أصبح لاحقا وزيرا للزراعة في جمهورية فايمار، ارتاد عام 1925 المدرسة الداخلية في مدينة ايترسبرج القريبة من مدينة فايمار والتي امضي فيها 3 سنوات إلى أن نقله والداه إلى مدرسة هيرمن ليتز الداخلية في العام 1928.
 
الأب الروحي للمشروع الفضائي
حين نشبت الحرب العالمية الثانية، وحتى نهايتها كان يعمل براون وفقا لأوامر القيادة الجديدة وهو "هانز كلينر " المعروف بحرق جثث الموتى بل وكان يعامل العاملين في ذلك المشروع بقسوة معظمهم مات من الإجهاد و منهم من مات جوعا، في عام 1946 سافر إلى الولايات المتحدة وشرع يطور  مركبات الفضاء الأمريكية، ليصبح الأب الروحي للمشروع الفضائي الأمريكي.
 
لماذا لم يقتله الحلفاء ؟ 
في شبابه عمل على تطوير برنامج تطوير صاروخ ألمانيا النازية، وكان له الفضل في تصميم صاروخ في-2، أثناء الحرب العالمية الثانية، لم يقتل براون من قبل الحلفاء كونه عمل مع النازيين، حيث غفروا له ذلك مقابل استغلال عبقريته في تصنيع الصواريخ لديهم، وبالفعل ذهب سرا إلى أمريكا برفقه  ما يقارب من 1600 عالم ومهندس وفني ألماني كجزء من عملية مشبك الورق، وعمل هناك ضمن برنامج الصواريخ الباليستية متوسطة المدي الذي قام من خلاله بتطوير الصاروخ الذي أطلقت به الولايات المتحدة قمرها الصناعي الأول، ثم انتقل هو ومجموعته إلى وكالة ناسا، وعين مدير مركز ماشال لرحلات الفضاء الذي تم تشكيله حديثا في ذلك الوقت، كذلك رئيس مهندسي صاروخ ساتورن 5 الذي حمل طاقم أبوللو 11 إلى القمر.
 
الجوائز والتكريمات : 
 
حياته الشخصية والرحيل 
تزوج هذا العالم الذي حصل على الجنسية الأمريكية وأنجب ثلاثة أبناء بنت وولدين، وفي عام 1977 غيبه الموت بعد معاناة مع مرض سرطان البنكرياس، وتم دفنه في مدينة الإسكندرية التي تقع في ولاية فيرجينيا.