يتسم بعض الأطفال بالهدوء وربما الخجل، وهي صفات يمكن تطويرها بمرور الوقت، إلا أن الأزمة أحيانا ما تكمن في شيء بسيط مثل عدم ضحك الطفل مع الأطفال الآخرين كما يحذر العلماء، وهو الأمر الذي يبدو أنه يرتبط بالاضطراب العقلي.

عدم الضحك والاضطراب العقلي

ربما يبدو عدم ضحك الطفل مع الأطفال في مثل عمره، من الأمور العادية التي لا تستدعي القلق، إلا أن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة للعلماء من كلية لندن في إنجلترا، والذين ربطوا بين عدم انغماس الطفل في الضحك أثناء قيام أصدقائه بالأمر نفسه، وبين زيادة فرص معاناة الطفل لاحقا من الاضطراب النفسي والعقلي.

يرى الباحثون من الجامعة الإنجليزية العريقة، أنه في ظل اعتبار الضحك من السلوكيات المعدية بالفعل، والتي تنتقل من شخص لآخر بصورة لا إرادية، فإن عدم ضحك الطفل في ظل ضحك الآخرين من حوله من الأمور التي تدعو للقلق، وهو ما ينطبق أيضا على المراهقين.

يشير العلماء الإنجليز، إلى أن الربط بين طفل صغير وبين الاضطراب النفسي ليس من الأمور المستحبة، إلا أن عدم انغماسه في الضحك ربما يكون وسيلة تنبيه لاحتمالية معاناته من المرض النفسي في السنوات التالية.

علامات مختلفة عن السابق

يرى العلماء المسؤولون عن تلك الدراسة، أن الدرس المستفاد هنا هو إدراك الفارق بين الأجيال المختلفة وبين الأعراض المرضية التي كانت تصيبهم، فبينما كان يمكن استنتاج إصابة طفل بأزمة نفسية قديما بطرق تقليدية، فإن عدم رسم الطفل لابتسامة على وجهه، صارت من ضمن أعراض تلك الأزمات الذهنية في الوقت الحالي.

تقول إيسي فيدينج، وهي خبيرة علم النفس التنموي والباحثة من كلية لندن: “ليس من اللائق أن نصنف الأطفال كمرضى نفسيين، إلا أن الاضطراب النفسي في كل الأحوال يعتبر من الأزمات التي تصيب البالغين، والتي يفضل أن يكتشفها الأبوان في سن مبكرة من أجل زيادة فرص علاجها.

في كل الأحوال، يرى خبراء علم النفس بعيدا عن ضحك الطفل من عدمه، أن زيارة هذا الطفل للطبيب النفسي هي من الأمور المطلوبة في بعض الحالات الخاصة، والتي يعاني خلالها على سبيل المثال من الغضب الدائم والمبالغة في ردود الفعل، أو عندما يلاحظ عليه الميل إلى الوحدة وصعوبة التركيز في ظل تراجع المستوى الدراسي.