كتبت – أماني موسى
كشف وكالة أسوشيتد برس بالأدلة تأخر الصين عن تقديم معلومات كافية عن فيروس كوفيد 19، وذلك وسط إشادة منظمة الصحة العالمية طوال شهر يناير بحهود بكين واستجابتها السريعة للتعامل مع الفيروس التاجي الجديد، وتقاسمها الخريطة الوراثية للفيروس، وهو ما يشير بأصابع الاتهام لتواطؤ كلاً من الصين ومنظمة الصحة العالمية في إخفاء معلومات عن الفيروس القاتل الذي أودى بحياة مئات الآلاف من البشر.
 
وأكدت وكالة أسوشيتد برس، إن الصين قدمت الحد الأدنى من المعلومات المطلوبة للمنظمة التي حاولت منح الصين أفضل صورة!
 
وبحسب الوكالة الأمريكية فأن المسؤولون الصينيون تأخروا في تحرير الخريطة الجينية أو جينوم الفيروس القاتل لأكثر من أسبوع، بعد أن قامت العديد من المختبرات الحكومية بفك تشفيرها بشكل كامل، ولم يشاركوا التفاصيل الأساسية لتصميم الاختبارات والأدوية واللقاحات للعالم.
 
وأظهرت أن الوثائق ورسائل البريد الإلكتروني وعشرات المقابلات هي المسؤولة عن الضوابط الصارمة على المعلومات والمنافسة داخل نظام الصحة العامة الصيني، فقد أعلن مسؤولو الصحة عن الجينوم بعد أن نشره من قبل مختبر صيني قبل السلطات على موقع للفيروسات في الـ 11 يناير الماضي.
ومنذ الوقت الذي تم فيه فك تشفير الفيروس لأول مرة في 2 يناير إلى إعلان منظمة الصحة العالمية لحالة الطوارئ العالمية في الـ 30 يناير، ازداد تفشي المرض بمعدل 100 إلى 200 مرة!
 
وتابعت الوكالة أنه بحلول 2 يناير الماضي، قام معهد ووهان للفيروسات بفك شفرة الفيروس بالكامل، ولكن عندما يتعلق الأمر بمشاركة الجينوم مع العالم، فقد سارت الأمور بشكل خاطئ حيث أصدرت أعلى هيئة طبية في الصين، اللجنة الصحية الوطنية، إشعارًا سريًا يمنع المختبرات من نشر معلومات حول الفيروس دون إذن.
 
وبحلول الـ 5 من يناير قام مختبران حكوميان آخران بتسلسل الفيروس، كما قام مختبر آخر في شنغهاي بفك شفرته.
 
وحتى ذلك الحين، توقفت الصين لمدة أسبوعين على الأقل، عن إعطاءها منظمة الصحة العالمية التفاصيل التي تحتاجها، وفقًا لتسجيلات اجتماعات داخلية عديدة عقدت من قبل وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة في يناير الماضي.
 
وفي 20 يناير حذرت السلطات الصينية من انتشار الفيروس بين الناس وأرسلت منظمة الصحة العالمية فريقًا صغيرًا إلى ووهان من مكاتبها في آسيا وأخبر ممثل الصين زملاءه أن الصينيين "يتحدثون بصراحة وثبات عن انتقال العدوى من شخص لآخر".
 
واجتمعت لجنة الطوارئ المكونة من خبراء مستقلين في منظمة الصحة العالمية مرتين في ذلك الأسبوع، وقررت عدم التوصية بحالات الطوارئ.
 
يأتي ذلك بعد أن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقطع علاقات بلاده مع منظمة الصحة العالمية، واتهامه للوكالة بالتواطؤ مع الصين لإخفاء مدى انتشار الوباء، لكن الرئيس الصيني قال أن بلاده تقدم المعلومات إلى منظمة الصحة العالمية والعالم "في الوقت المناسب"!
 
وهذا يخالف القانون الدولي الذي يلزم الدول بإبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المعلومات التي قد يكون لها تأثير على الصحة العامة.
 
الجدير بالذكر أن المنظمة لا تملك سلطة تنفيذية لكنها تعتمد في معلوماتها فقط على تعاون الدول الأعضاء.