سليمان شفيق
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الخميس أن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل توصلتا إلى "اتفاق سلام تاريخي" برعاية الولايات المتحدة ، يسمح للبلدين بتطبيع العلاقات بينهما. ويعتبر هذا الاتفاق هو الأول بين إسرائيل ودولة عربية بعد اتفاقات السلام الموقعة مع مصر والأردن والفلسطينيي.

عقب إعلان ترامب عن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة امس الخميس، بدأت ردود الفعل تتوالى من بلدان منقطة الشرق الأوسط. أولى هذه الردود أتت من مصر التي ثمنت الاتفاق، حيث اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الخطوة "من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط". من جهتها، وصفت وكالة تنسيم الإيرانية الاتفاق الإماراتي بأنه "مخز". أما من الجانب الفلسطيني، فقد أكدت حركة حماس "رفضها وإدانتها" للاتفاق، فيما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الخميس إلى "اجتماع عاجل" لمستشاريه لمناقشته يعقبه بيان حوله.

مصرترحب بالاتفاق : 
ثمّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاتفاق المفاجىء بين الدولتين. وكتب على موقع "تويتر" أمس الخميس "تابعت باهتمام و تقدير بالغ البيان المشترك الثلاثي بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الإمارات العربية الشقيقة وإسرائيل حول الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية"، معتبرا أنها خطوات "من شأنها إحلال السلام في الشرق الأوسط."

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تغريدة على تويتر "إنه اختراق ضخم"، متحدثا عن "اتفاق سلام تاريخي بين صديقينا الكبيرين".

وأعلن ولي عهد أبو ظبي الشيخ  محمد بن زايد آل نهيان في تغريدة على "تويتر" أن بلاده اتفقت مع إسرائيل على "وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولا إلى علاقات ثنائية".

وجاء في البيان المشترك أن ترامب ونتانياهو وبن زايد اتفقوا في اتصال هاتفي بينهم جرى اليوم "على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".

 ووصف البيان الاتفاق بـ"الإنجاز الدبلوماسي التاريخي" الذي من شأنه "أن يعزز من السلام في منطقة الشرق الأوسط، وهو شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلى بها القادة الثلاثة، وعلى شجاعة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة".

إسرائيل "ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية"
وأكد أن إسرائيل "ستتوقف عن خطة ضم أراض فلسطينية" بحسب ما كانت تنص عليه خطة ترامب للسلام، و"تركز جهودها الآن على توطيد العلاقات مع الدول الأخرى في العالم العربي والإسلامي".

 أواخر يناير عن خطة للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين تنص على ضم إسرائيل للمستوطنات ومنطقة غور الأردن في الضفة الغربية. وكانت إسرائيل تبحث في آلية لتنفيذ عملية الضم

وأشار البيان المشترك إلى أن وفودا من الإمارات وإسرائيل ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة لتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات الاستثمار والسياحة والرحلات الجوية المباشرة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا والطاقة والرعاية الصحية والثقافة والبيئة وإنشاء سفارات متبادلة".

ووقع الفلسطينيون اتفاق سلام مع إسرائيل العام 1993 قامت بموجبه السلطة الفلسطينية. كما وقع الأردن اتفاق السلام في 1994. وسجلت خلال السنوات الأخيرة خطوات تقارب واضحة وكثيرة بين إسرائيل وعدد من دول الخليج.

إيران: اتفاق مخز:
من جانبها، وصفت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء، المرتبطة بالحرس الثوري، الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بأنه "مخز". لكنه لم يصدر تعليق بعد من القادة الإيرانيين على الاتفاق

حماس ترفض وتدين وعباس يجتمع بمستشاريه:
وهذا الاتفاق وضع اغلب الفصائل الفلسطينية في حيرة حيث ان الامارات العربية تساهم في تمويلات معظم تلك الفصائل ، بل وهناك قيادات فلسطينية تعمل كمستشارين سياسيين لولي العهد  الامارالتي محمد بن زايد منذ زمن طويل .

تلك المفاجأة  الاماراتية  جعلت حركة حماس تسرع ب"رفضها وإدانتها" للاتفاق. وقالت الحركة على لسان الناطق باسمها حازم قاسم "هذا الاتفاق مرفوض ومدان ولا يخدم القضية الفلسطينية ويعتبر استمرارا للتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني". وأضاف لوكالة الأنباء الفرنسية إن الاتفاق "مكافأة مجانية للاحتلال الإسرائيلي على جرائمه"، و"يشجع الاحتلال على ارتكاب مزيد من المجازر"

والامر الاكثر حيرة كان من طرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي دعا الي "اجتماع عاجل" لمستشاريه لمناقشة اتفاق تطبيع العلاقات الامارتي الاسرائيلي .

وقالت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، إن عباس دعا إلى "اجتماع عاجل يعقبه بيان حول الإعلان الثلاثي الأمريكي الإماراتي الإسرائيلي الذي أعلن مساء أمس الخميس".

غارات جديدة اسرائيلية علي قطاع غزة :
الغريب ان الجيش الإسرائيلي لايبالي بتلك الاتفاقات ، وأعلن في بيان مقتضب أنه شن غارات جديدة على قطاع غزة فجر الخميس "ردا على إطلاق البالونات الحارقة". كذلك أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أن إغلاق معبر كرم أبو سالم قد توسع ليشمل الوقود، بعد أن كان مستثنى من الإغلاق إلى جانب المساعدات الإنسانية الأساسية.

وشن سلاح الجو الإسرائيلي فجر الخميس غارات جديدة استهدفت مواقع لحركة حماس في غزة ردا على إطلاق بالونات حارقة من القطاع الفلسطيني باتجاه إسرائيل، ما يثير مخاوف من تصعيد عسكري جديد.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان مقتضب إنه "ردا على إطلاق البالونات الحارقة من غزة باتجاه إسرائيل خلال الأسبوع المنصرم، شنت طائرات ومروحيات حربية إلى جانب دبابات جيش الدفاع غارات على أهداف عدة تابعة لمنظمة حماس الإرهابية في القطاع تضمنت استهداف مجمع عسكري للقوة البحرية لحماس وبنى تحتية تحت أرضية ومواقع رصد تابعة لها".

وفي قطاع غزة أكد مصدر أمني فلسطيني حصول تلك الضربات الإسرائيلية التي قال إنها "ألحقت أضرارا بمواقع" لحماس"و بـ"مساكن" لكن "من دون أن تتسبب بوقوع إصابات".

وبعدما استثنت إسرائيل من القرار في مرحلة أولى "المساعدات الإنسانية الأساسية والوقود"، أعلنت وزارة الدفاع صباح الخميس "وقف استيراد الوقود إلى قطاع غزة" بسبب "تواصل إطلاق البالونات الحارقة".

وقد فرضت إسرائيل أيضا عقوبات جديدة على غزّة الأربعاء، فقلّصت مساحة صيد السمك المسموح بها.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إن مساحة الصيد قلصت من 15 ميلا بحريّا إلى 8 "بشكل فوريّ وحتّى إشعار آخر". وأضافت أن هذا "يأتي ردا على استمرار إطلاق البالونات الحارقة من قطاع غزة إلى أراضي دولة إسرائيل".

ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا من الجانبين حتى الآن في الجولة الأخيرة من القتال

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء "سيدفع الطرف الآخر ثمنا باهظا للغاية على إرهاب البالونات، نحن لن نتسامح مع ذلك، بل سنتحرك لكي نكبّده ثمنا باهظا. وقد قمنا بذلك سابقا، فمن الجدير لهم أن يتذكروا ذلك لأننا سنقوم به الآن أيضا."

وأضاف خلال جولة أمنية في قاعدة سلاح الجو "إن سلاح الجو يعمل على كل الجبهات التي تحيط بدولة إسرائيل ضد التهديدات التي تواجهنا".

منذ حرب 2014، توصلت حماس وإسرائيل بوساطة مصرية إلى تفاهمات للتهدئة، في القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ عقد، لكن بقيت هذه التهدئة هشة، إذ تم اختراقها مرارا.

تري ماذا سيصل بنا الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي ؟ خاصة ان سلطنة عمان والبحرين والسعودية علي " قائمة الانتظار" لاقامة التطبيع الاسرائيلي ، في مواجهة ما يرونة من "الخطر الايراني" ، وهل ستكون هذة الجبهة الجديدة في سياق المصالح المصرية الخليجية ؟ ام في اطار اخر قطري تركي اسرائيلي ؟