Oliver كتبها
- فى دير السريان القبطى باب للهيكل الأوسط.يسميه البعض بالخطأ أنه باب النبوات.يربطه البعض بالخطأ بالإصحاح السادس فى سفر الرؤيا.فلا الباب للنبوات و لا الإصحاح السادس للرؤيا له علاقة به.
 
- لم يكن معتاداً أن يكن للهياكل أبواب لكن لها ستارة و فوقها حجاب الهيكل لأنها تعنى أن المسيح رفع كل الأبواب الدهرية و صار وحده الباب للدخول إلى عرشه و هيكله.ليس فى طقس بناء الكنائس حتى العصر السادس عمل باب للهيكل.
 
لكن لوجود أديرة الإسقيط فى منطقة تعرضت كثيراً لهجمات البربر ثم العرب طمعاً فى أوانى الهيكل و ما إعتقده هؤلاء الغزاة أنها كنوز مخبأة فى الهيكل بدأت تلك الأديرة فى عمل أبواب مانعة و كنائس معلقة تسمي كنيسة الحصن فى كل دير يلجأ الرهبان إليها وقت الغزو.
 
صار صنع باب لهيكل كنائس تلك الأديرة لأسباب أمنية بحتة تماماً كبناء الحصن و كنيسة الحصن و مخازن الحصن .مما يفسر زمن عمل الباب حيث بنى الحصن فى القرن التاسع و عمل الباب بعد 20 سنة من بناء الحصن.
 
- كما فى كل بحث علمى و مقال أكاديمي يمكنك أن تتعرف على مضمون البحث من بدايته هكذا صار باب الهيكل فى أول سطر له يحمل مضمونه,إذ تزين بأيقونات القديسين و السيد المسيح و العذراء  بترتيب غريب لكنه يعكس رسالة معينة أراد الفنان أن يقدمها.من المهم قراءة هذا الباب كأيقونة إيمانية ليس لها أى إرتباط بنبوات قديمة أو جديدة.هى لا تخضع لترتيب الطقس بل لرسالة روحية منظورة غير مكتوبة.
 
- أنشئ الدير فى القرن الخامس وسط جلبة مجمع خلقدونية و بدأ توافد راغبى الرهبنة من السريان في القرن الثامن وسط جلبة حرب الأيقونات.و بين هذا و ذاك برزت فكرة الفنان السريانى مصمم تلك الأيقونة.
 
- زمن إنشاء الباب يعكس معان كثيرة.إذ تم صنعه فى القرن العاشر و هو عصر إنتهت فيه حرب الأيقونات التى إستمرت قرنان الثامن و التاسع.إستمر تحطيم الأيقونات خمسون سنة 726 – 787 م و إستمر إحياء الأيقونات ثلاثون سنة 813 – 843 م .بدأت هذه الحرب فى الغرب ممتدة إلى الشرق.
تأثر بها الإيمان المسيحي لأن حرب الأيقونات كانت أخطر مظاهر و نتائج مجمع خلقدونية.
 
مما يفسر لماذا وضع الفنان صورة القديس ديسقوروس فى أول الأيقونات حتي قبل مارمرقس و هو ترتيب يعكس رسالة الفنان بشأن خلقدونية.الذى  تمخض الخلاف حول مجمعها إلى منتهاه و إنقسمت الكنائس و تبلور الوضع الجديد .
 
- دخل الإسلام طرفاً جديداً فى حرب الأيقونات بمرسوم الملك عبد بن مروان و الملك يزيد الثانى 720- 724 م الذى أمر بتحطيم الأيقونات و الصلبان بإعتبارها أوثان؟ مما يفسر إصرار الفنان أن يرسم وجوه أشخاص ( يعتبرها الإسلام صنماً) و لم يرسم أحداثاً لأن ما يهمه هو رفض الفكر الإسلامى بشأن الأيقونات و رفض الفكر الأريوسي بشأن الإيمان.يتحدى تلك الحرب بإعلان إيمانه من خلال فنه.
 
- مصمم الباب الروحانى جعل الصليب جوهر الإيمان المسيحى.نابذاً الفكر الأريوسي الذى يفصل الطبيعة الإلهية عن شخص المسيح. يؤكد فى كل المراحل أن الإيمان مرتبط بالصليب و أن إنحرافات الإيمان تظهر من خلال الصليب.
 
لذلك فكل الصفوف فى هذا الباب ما عدا الصف الأول هى أشكال  متنوعة للصليب .
 
- من تاريخ صنع الباب يتضح أن الكنائس قد جازت بالفعل كل العصور.بدءاً من الكنيسة الأولى ثم الكنائس الست الرئيسية فى العالم ( أورشليم – أنطاكية- الإسكندرية- روما- قرطاجنة- القسطنطينية)ثم الإنقسام بسبب خلقدونية ثم الهرطقات المتنوعة ثم الإسلام قد غزا الشرق من قبل صنع الباب بخمسة قرون. فلم يكن الباب يتنبئ بشيء بل يؤرخ فقط تلك المراحل التى حدثت قبل عمل الباب بسنوات طويلة.
 
- الصف الأول وضع جميع الأيقونات بين وجهي البطريركين ديسقوروس و ساويروس الإنطاكى الذى لجأ حين اشتدت حرب الأيقونات إلى مصر وخدم فيها  20 سنة ضد الأريوسية.صار للقديس ساويرس شأن فى مصر حتى أنه يذكر فى صلواتها بعد القديس مرقس الرسول فى صلواتها و قبل أي بطريرك قبطى.
 
-الصف الثانى هو الكنيسة الأولى الواحدة الرسولية التي الصليب قلبها و المسيح المصلوب حياتها.
 
- الصف الثالث هو الكنائس الست الرئيسية التي ما زال الصليب قلبها و محتواها.
 
- الصف الرابع الصليب المعقوف و لا علاقة له بهتلر مطلقاً. يمثل الذين يلوون الإيمان بهرطقاتهم المتنوعة و يحرفون الصليب خاضعين لذواتهم.لهذا ضاع منهم شكل الصليب الحقيقي .لم يعد لهم صليب المسيح .
 
-الصف الخامس ظهور الإسلام بهلالاته حول الصليب.لكن الصليب قد إزداد فيه وضوحاً و تألقاً بالشهداء.
-الصف السادس يشير إلى تمدد الصليب و فناء الأريوسية.يتضح الفداء و يتنشر الإيمان.
 
- الصف الأخير هو الصليب محور الإيمان الشخصي.يبقى خفياً للبعض و ظاهراً للبعض الآخر لكنه للكل هو الوجود فى المسيح الذى صلب عنا.نختلف فى صليبنا الشخصي و نتفق فى صليب المسيح الوحيد.
 
هذه الرؤية لذلك الفنان تكرر آية وحيدة: لأنى لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح و إياه مصلوباً 1كو2: 2 .أما عن الإصحاح السادس من سفر الرؤيا فلهذا حديث آخر.