Oliver كتبها
- يوجد فى السماء أربعة كائنات حية ذات وجوه تعكس طبيعة الخليقة قدام الله.أربعة حيوانات ناطقة سمائية بوجه أسد و عجل و إنسان و نسر.هى كائنات تسبح و تقدس الله.لها تكليفات سمائية تخص نهاية الزمان فمن عندها يخرج صوت يستدعى فرس و فارس.الحيوان الأول شبه الأسد يستدعى  الفرس و الفارس الأول الأبيض و الحيوان الثانى يستدعى الفرس الأحمر و هكذا كل واحد من الكائنات الأربعة.لأن الفرس يظهر بعد صدور الأمر من الحيوان فهذا يقطع بأنه ليس المسيح .لأن المسيح رب المجد لا يأخذ من أحد أمراً.
 
- من المهم أن نقدر المعانى و فى أذهاننا أن هذه الرؤيا تخص نهاية الأزمنة و لا تخص التاريخ القديم.لهذا فإن التفاسير التى تربط الأحصنة الأربعة بالتاريخ القديم  بعيدة نوعا ما عن هدف الرؤيا.لأن الوحى قال بكل وضوح ليوحنا سأريك ما سيكون فيما بعد.فالحديث ليس عن تاريخ مضي لا يحتاج إلى رؤيا لكنه عن ما سيكون فيما بعد.لهذا التفسير التاريخى لسفر الرؤيا يخرج عن مضمونه و قصده.
 
- إتفق جميع شراح الكتاب فى الثلاثة فرسان الأخيرة و إختلفوا في الفرس الأبيض.فالبعض قال أنه ليس المسيح مثل إبن كاتب قيصر.وليم ماكدونالد يقول أنه ربما ضد المسيح بينما تجاهل الأنبا بولس البوشي الخوض فى تفسير الفرس الأبيض.د بولس فغالى يميل إلى إعتباره ضد المسيح.أما القمص عبد المسيح النخيلي فيرى أنه المسيح كذلك القمص تادرس يعقوب و القمص أنطونيوس فكرى. 
 
- لا يجب أن نتعجل فى إعتبار الفارس الراكب على الفرس الأبيض أنه المسيح.فهناك إختلافات هامة فى وصفه و وظيفته.الفارس الأبيض معه قوس و ليس كما قيل عن المسيح فوق رأسه قوس قزح أى أنه صاحب العهد الذى قطعه بألا يهلك البشر بل يخلصهم.تك9: 13 رؤ4: 3 - رؤ10: 1.هذا معه قوس أى تكليف .لكن الغريب أنه قوس بلا سهم.السهم هو كلمة الرب و أحكامه النافذة.حب3: 9 زك10: 4.أما هذا الفارس فلا سهم له.إنه يتشبه جزئياً بالمسيح لسبب ما.
- الفارس الأبيض أُعطِى القوس؟أما المسيح فلم يعطه أحد من السمائيين شيئاً.هو الذى يعط و يمنع.و سنجد مع كل فرس كلمة (أُعطِى) أى أخذ سلطاناً مما يؤكد أنهم أصحاب أدوار أخذوا إذناً و سماحاً من الله ليقوموا بأعمال مميتة و ليست مخلصة.فالأربعة أحصنة هى مراحل كارثية لمن هم بدون مسيح.
 
- الفارس الأبيض أعطى غلبة دون أن يفعل شيئاً.فالطبيعى أن يجاهد أولاً ثم يتكلل 2 تى2: 5.المنطقى أن من يغلب يجازى رؤ 2و3لهذا نفهم( أعطى إكليلاً) أى سلطاناً أو تاج الملك منصبا و ليس كمكافأة .يترجمها إبن القيصر أنه ( خرج متغلباً) أى متسلطاً أو له قوة غالبة و تأثير ليتمم تدبير الله فى اربعة مراحل تقود إلى يوم الدينونة.هذا الفارس خرج لكي يغلب لكن لا يذكر عنه أنه حارب؟و لا من هو المغلوب؟ 
 
-أما الرب يسوع فهو الذي غلب العالم و الشيطان و الموت و الخطية .يو5: 5. لهذا كانت تكتب على أيقونات المسيح المصلوب كلمة ني كا اليونانية أو بي إتشرو القبطية أى الغالب.نعم بعدما تنتهى الرموز كلها تخبرنا الرؤيا عن المسيح راكب الفرس الأبيض الحقيقي و صفاته أنه الأمين و الصادق و بالعدل يحارب و يحكم.رؤ19: 11 و أن خصومه هم الوحش و ملوك الأرض رؤ19: 19 و إن سلاح المسيح هو كلمته أو السيف الخارج من فمه رؤ19: 21 أما هذا الفارس فقوسه بلا سهم و إكليله بلا جهاد و خصمه مجهول و حربه غير معلومة .هو أخذ اللون الأبيض و تشبه بالمسيح و من لا يقبل المسيح رئيساً يخضع لرئيس آت ليس ممسوحاً .دانيال 9: 26
 
- أرى أنه يمكن التعرف على هذا الفارس الأبيض ليس بما فعله لكن بما لم يفعله.هو أبيض يستخدم مكراً لاعنفاً.لديه قوس أى سلطة لكن ليس لديه سهم أي لا يحكم بكلمة الله.لديه ميثاقه البديل عن الكلام الإلهى.هو يغلب أى يقهر بلاد و ممالك فى صمت دون حروب دامية.يقدم شعارات تبدو بيضاء للعالم لكنها ضد الخلاص لأنها لا تخضع لإنجيل المسيح.كالزواج المثلى و منع التبشير و إباحة الإجهاض.إنها مرحلة زائفة من سلام وهمى.الفارس يريد عالم بلا مخلص.يكتف بفلسفات البشر.مثل المنظمات التي تنادى بحقوق الإنسان و هى مسيسة تخدم أجندتها الخاصة.مثل دساتير مفروضة على الناس قسراً لا تحارب لكنها تقهر أصحاب الحقوق هى تغلب بلا جهاد.هذه مرحلة لا ينادى فيها بإسم المسيح لكن ترتسم فى آفاقها أشباهاً مزيفة للمسيح.حصانها أبيض لكن قلبها متلون الأمثلة لتوضيح المعنى لكنها ليست الفارس الأبيض الذى لن يظهر إلا بعد إستنفاذ  علامات مبتدأ الأوجاع و بداية المراحل الأخيرة للوجود.
- الفارس الأبيض ليس ضد المسيح لكنه عصر مسحاء كذبة كثيرون.أما ضد المسيح فله نبوة خاصة.
 
- إن خطورة هذا الفارس هى في غموضه.يخدع بمظهره,بملابسه,بسياساته بكلماته,بمنصبه الدنيوى أو الدينى,إن لنا فى المسيح حق لا يصمت.حب لا يسقط.قوة لا تتراجع.هو المدينة الكائنة على جبل و السراج الذى يضيء كل العالم لا يمكن أن يختف و لا يتلون و هو المانح الروح القدس لكل مؤمن لكى يعلمه كل شيء فيميز صوت الراعى عن صوت الغريب.لا يتبع الغرباء بل الراعى الصالح وحده.
 
- و لنلتق  بنعمة المسيح مع تفسير مختصر للفرس الأحمر.