عرض/ سامية عياد 
الإنسان المتمتع بتعزيات الله تتحول ضيقات النهار الى موضوع تعزيات ليلا، إذ يضعها بدموع أمام الله فى الصلاة ، يشتاق الى أن يجلس الى الله ويتكلم معه ، وتكون آلام النهار بمثابة خبزا ليلا  يشبع الإنسان ...
 
هكذا حدثنا نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال أفريقيا فى مقاله "كما يشتاق الإيل مزمور 42" موضحا أن الإنسان الروحى يشتاق الى الصلاة فى أى وقت ليتحدث مع الله ليمنحه التعزية على ما يقابله من ضيق وتعب كما فى المزمور 42 الذى يحمل لنا الكثير من التعزيات وقت الضيق والآلام فهو يتحدث عن الإيل نوع من الغزلان التى تتميز بسعيها الدائم والناجح عن أماكن المياه ، ونجاحها فى مواجهة الأفاعى والتغلب عليها ، هكذا الإنسان يقابل فى حياته العديد من الأفاعى وهى تمثل حروب الشياطين لكنه يواجهها ويهزمها جميعا بل تكون هذه الحروب سببا فى زيادة الشوق الى الله بفرح وتهليل .
 
وكما يشتاق الإيل الى المياه يشتاق الإنسان الى الله ، الإله الحى "من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى" والماء الحى هو الروح القدس المعزى للإنسان ، أيضا يشير المزمور الى تعاون الإيل فهى تتحرك فى جماعات مستندة على بعضها البعض ، كعلامة حب واحتمال للأخوة ، فكل فرد فى الجماعة يهتم بسلامة إخوته لكى ما يعبروا الطريق معا ، هذا هو شوق الإنسان الروحى أن يخدم الآخرين ويسأل عن إخواته فهذه كلها هى عمل للوجود فى محضر الله ، فالآلام لا تزيد المسيحى سوى شوق الى الله ومحبة لإخواته.
 
مهما قابلك من ضيق وآلام فى حياتك عليك أن لا تكتئب وتبعد عن الله بل على العكس اجعلها سببا فى شوق أكبر الى الله ، فإذا تمتعت بتعزيات الله تتحول ضيقات النهار الى تعزيات ليلا إذ تضعها أمام الله بدموع ليمنحك التعزية والاحتمال ..