كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص 
بعث المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس اليوم الاثنين، رسالة رعوية جاء نصها : 
 
من الصعب الكتابة في عصر الكآبة ونحن نلحظ واقعا عربيا مأزوما مأساويا وانهيارا واضحا في الموقف الرسمي العربي لصالح المشروع الصهيوني الاقصائي العنصري الذي هدفه تصفية القضية الفلسطينية .
 
ولكننا وبالرغم من هذا الواقع الذي يدعو الى الكآبة والالم والحزن الا اننا سنبقى متفائلين لأننا أصحاب رسالة وأصحاب قضية عادلة ومهما كثر المتخاذلون والمتواطئون والمطبعون فهذا لن يؤثر على عدالة قضيتنا والتي ستبقى قضية عادلة لا بل اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث شاء البعض هذا ام ابوا .
لن نكون في حالة استسلام وقنوط ويأس امام هذه الصورة القاتمة التي نلحظها امامنا لان من يقرأ التاريخ جيدا يدرك بأن صاحب الحق هو الذي ينتصر في النهاية مهما كان العدو قويا ومدعوما .
 
الحق هو الذي ينتصر على الباطل والحق يبقى حقا والباطل يبقى باطلا ولذلك فإنني اقول لابناء شعبنا الفلسطيني فلتكن معنوياتكم عالية ولا تستسلموا للإحباط واليأس والقنوط هذه الثقافة التي يريدنا البعض ان نكون غارقين فيها .
 
وبالرغم من كل آلامنا واحزاننا ومعاناتنا سوف ننهض من بين الركام منتصبي القامة رافعين راية الحرية لانه لا يضيع حق وراءه مطالب .
 
نتمنى ان يتغير واقعنا العربي نحو الافضل وان كان نيل المطالب لا يكون بالتمني ولكننا سنبقى نتمنى ونطالب ونناشد ونعمل لعل حالنا العربي يتبدل نحو الافضل وان تكون بوصلة العرب نحو فلسطين وعاصمتها القدس .
 
ومهما اشتدت حدة الضغوطات والمؤامرات الممارسة علينا فإن كلمة الاستسلام ليست موجودة في قاموسنا فنحن أصحاب قضية عادلة سنبقى متشبثين بها ومن واجبنا ان نعمل على ترتيب أوضاعنا الداخلية فالخلل الفلسطيني الداخلي هو احد الأسباب التي أوصلت بعض العرب إلى الحالة التي هم فيها فمن الذي فتح نافذة التطبيع ؟ وهنا لست بصدد جلد الذات بل يجب ان نعترف بالأخطاء التي ارتكبت وان نقوم بتصحيحها .
 
نحن بحاجة الى عملية إصلاح فلسطيني داخلي فقضيتنا لا يمكن ان تنتصر الا من خلال اناس متحلين بالاستقامة والصدق والوطنية الحقة بعيدا عن الاجندات والمصالح الانية والشخصية ، أما غالبية شعبنا الفلسطيني فهي متحلية بالوعي ونحن بحاجة الى مزيد من هذا الوعي لكي نكون اقوياء في مواجهتنا للمؤامرات التي تستهدفنا وتستهدف عدالة قضيتنا .