كتب – روماني صبري 
 
أصدرت البطريركية المارونية، بقيادة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك أنطاكية السابع والسبعين بلبنان،بيان اجتماع المطارنة الموارنة، وجاء كالأتي : 
 
في اليوم الثاني من شهر أيلول 2020، وهو اليوم الأوّل من مئويَّة لبنان الكبير الثانية، عقد أصحاب السيادة المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في المقر الصيفي للبطريركية في الديمان، برئاسة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الكلي الطوبى، ومُشارَكة الآباء العامين للرهبانيات المارونية. وفي ختام الإجتماع أصدروا النداء التالي:
 
1- احتفل اللبنانيون البارحة بمئويَّة لبنان الكبير حاملين في قلوبهم أملاً بانطلاق مئويةٍ جديدة يعملون فيها على بناء دولة حديثة يتساوى فيها المواطنون تحت القانون، وتُحترم مبادئ العدالة والكفاءة والتعددية في العيش الواحد المشترك.
 
وبينما تتابع في بيروت أعمال رفع الانقاض والاغاثة والترميم بعد انفجار المرفأ المروّع والكارثي على ابناء العاصمة وضواحيها وكل لبنان وممتلكاتهم، يحيّي الآباء مبادرات المؤسسات العسكرية والمجتمع المدني، أفرادًا ومؤسسات، ولاسيما شباب لبنان الذين توافدوا من كل المناطق، مسيحيين ومسلمين، للوقوف الى جانب اخوانهم ومساعدتهم على لملمة الجراح وتقديم الخدمات الانسانية المتنوعة، بالتعاون مع المؤسسات الكنسية، وعلى رأسها أبرشية بيروت المارونية ورابطة كاريتاس لبنان.
 
ويعرب الآباء عن شكرهم للعدد الكبير من الدول الصديقة للبنان، التي سارعت إلى الوقوف إلى جانبه بالدعم الإغاثي والإعماري، وخصوصا" بالتعبير الأخوي الصادق، الذي يدل على مدى المودّة والتقدير للبنان في الأسرتين العربية والدولية. ويسألون الله أن يكون هذا الإهتمام الكبير ببلادنا مدخلا" إلى خلاصه من الأوضاع المتردية على كل صعيد، والتي باتت تهدد مصيره بالذات.
 
2- يسجل الآباء بارتياح التأييد الوطني والشعبي المتزايد لنداء صاحب الغبطة الداعي إلى اعتماد لبنان "الحياد الناشط" بمكوناته الثلاثة: الامتناع عن الدخول في محاور ونزاعات وحروب اقليمية ودولية؛ الالتزام برسالته في هذه المنطقة، بحكم نظامه الديمقراطي والتعددي، رسالة السلام والاستقرار وقضايا العدالة وحقوق الانسان والشعوب؛ وتكوين الدولة القوية القادرة على فرض سيادتها وهيبتها في الداخل، والدفاع عن نفسها بوجه اي اعتداء خارجي. هذا الحياد هو ضمانة الاستقرار السياسي ومصدر النمو الاقتصادي.
 
3- الآن وقد كُلّف رئيس جديد للحكومة، ينتظر منه الآباء والشعب ومن فخامة رئيس الجمهورية الاسراع في تأليف حكومة إنقاذية بعيدة عن الانتماءات السياسية والحزبية وآفة المحاصصة، مع ضرورة منحها الصلاحيات الاستثنائية اللازمة لكي تتمكّن من اجراء الاصلاحات المنشودة، ومكافحة الفساد، وإطلاق النموّ الاقتصادي. انها بذلك تولّد الثقة لدى الدول والمؤسسات المانحة والداعمة، وتستفيد من الاموال التي رصدها مؤتمر "سيدر" منذ نيسان 2018. كما انها تلبّي ارادة الشعب والحراك المدني. لقد عانى اللبنانيون الكثير من سوء إدارة حكم بلادهم ومن تقصير الطبقة السياسية حيال الأخطار التي تهدّد لبنان في كيانه وجوهره.
 
4- يحيّى الآباء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارتيه إلى لبنان، الأولى بعيد إنفجار مرفأ بيروت، والثانية يوم الاحتفال بمئوية إعلان دولة لبنان الكبير، معربًا بذلك عن تضامن فرنسا الانساني والاجتماعي والسياسي مع اللبنانيين ولبنان. وهي مناسبة يعربون فيها عن شكرهم وامتنانهم للرئيس الفرنسي الذي دعا مع الامين العام للامم المتحدة الى مؤتمر دعم لبنان، وتجاوبت معه مشكورةً دولٌ عديدة في سبيل دعم أهالي الأحياء المنكوبة من العاصمة ومؤسساتها المختلفة، على صعيد الصحة والغذاء والتربية والمستلزمات الخدماتية والترميم وإعادة الإعمار، كما على صعيد التحقيق الميداني في أسباب الإنفجار الهائل، ويشكرون الرئيس الفرنسي على ما زرع من أمل في نفوس الشبيبة والشعب.
 
5- يشكر الآباء قداسة البابا فرنسيس على إعلانه يوم الجمعة 4 ايلول 2020 يومًا عالميًا للصوم والصلاة من أجل لبنان. ويدعون أبناءهم في لبنان الى التجاوب مع هذه الدعوة. كما تحتفل الكنيسة في الاسبوعين المقبلين بعيد مولد السيدة العذراء وارتفاع الصليب المقدس. فيدعو الآباء ابناءهم وبناتهم لتجديد ثقتهم بأمّنا وسيّدتنا مريم العذراء التي ترافقهم عبر أمواج بحر هذا العالم ورياحه إلى ميناء الخلاص. كما يدعونهم لرفع أفكارهم وعقولهم وقلوبهم إلى صليب الفداء الممجَّد، مجددين رجاءهم بالمسيح القائم من الموت، ليقيم الإنسان والشعوب والأوطان إلى حياة جديدة مهما اشتدّت الظلمات.