قبل 19 عاما من اليوم.. وتحديدا في مايو 2001، أعلنت الأجهزة الأمنية القبض على أكبر شبكة للشذوذ وممارسة الفجور، على متن مركب كوين بوت بالزمالك.. وهي الحادثة الأشهر التى وقعت أحداثها في مطلع الألفية، لما ضمته من متهمين ينتمون لعائلات ميسورة الحال.. كما أثارت القضية ضجة وتحولت لـ"رأي عام" لغرابة وقائعها التي يلفظها ويرفضها المجتمع المصري "المحافظ". 
 
حظيت القضية، حينها، باهتمام وسائل الإعلام المحلية والدولية، وباشرت النيابة العامة التحقيقات في القضية، مع 52 متهما أُلقي القبض عليهم، كما أمرت بعرضهم على الطب الشرعي للكشف عليهم موضعيا للوقوف على ممارسة الشذوذ من عدمه، ومعرفة تعاطي المواد المخدرة من عدمه، وأثبتت التقارير شذوذ عدد من المتهمين، كما أقر بعضهم في شهادات نُشرت لاحقا بكونهم مثليين، مُدعين الفخر بأمر كهذا.
 
تقارير الطب الشرعي أدانت عددا من المتهمين وكذا التحقيقات، حتى تم إحالتهم للمحاكمة الجنائية أمام محكمة أمن الدولة طوارئ، في يونيو 2001، واستمرت المحاكمة على مدار 5 أشهر، وخصصت إحدى جلسات شهر نوفمبر من العام نفسه للنطق بالحكم.
 
اليوم المحدد للحكم كان في نوفمبر2001، وقبيل انعقاد الجلسة، أحضرت قوات الأمن المتهمين من محبسهم بسجن طرة إلى مقر المحكمة بعابدين، وسط حراسة أمنية مشددة وإجراءات أمنية لم تشهدها المحاكم من قبل، واعتلت هيئة المحكمة المنصة، وأصدرت أحكاما بإدانة 23 متهما بالحبس والسجن من سنة إلى 5 سنوات، فيما برأت 29 آخرين مما نُسب إليهم اتهامات.. وانتهت بعدها قضية المركب القضية الأشهر والتى يتجدد الحديث عنها في كل قضية مماثلة.
 
بالإنتقال إلى ضفة النيل الشرقية المقابلة للمكان الذي يرسو فيه مركب "كوين بوت" بالزمالك، تبصر عيناك فندق فيرمونت نايل سيتي، والذي شهد واقعة- تقول التسريبات- إنها مشابهة لما حدث في المركب السياحي، منذ 19 عاما مضت.. إلا أن الاختلاف - بحسب التسريبات أيضا- هو وجود فتيات، ووقائع قد ترقى إلى حفلات شذوذ جماعي، عُقدت في أكثر من مكان وعلى مدار عدة سنوات، لكن الشرارة جاءت من فندق "فيرمونت".
مواقع التواصل الاجتماعي تناولت صور وأسماء المتهمين في القضية والمشتبه فيهم، وأغلبهم ينتمى لعائلات رأسمالية تضم كبار "ثلة" من رجال الأعمال، وهم من مرتادي فنادق الـ 7 نجوم، ومن أهم زبائنها.
 
بداية القصة، رسميا، كانت بتلقي الجهات المختصة، مطلع الشهر الماضي، بلاغا من فتاة ومحاميها تتهم فيه مجموعة من الشباب بالتعدي عليها داخل الفندق، وبعدها أمرت الجهات بإدراج المتهمين على قوائم المنع من السفر، وبعدها تلقت كتابا من وزارة الداخلية يفيد بأن المتهمين وعددهم 7 غادروا مصر، قبيل أيام من تقديم الفتاة بلاغها، وتم اتخاذ إجراءات الملاحقة الدولية لهم، وأدرجتهم السلطات، مجددا، على قوائم المنع من السفر وترقب الوصول.
 
وأعلنت قوى الأمن الداخلي اللبناني، الأسبوع الماضي، تمكنها من القبض على 3 من المتهمين، في القضية بعد تلقيهم نشرة بأسمائهم.. وتستمر النيابة العامة في تحقيقات مكثفة، أسفرت خلال الأيام الماضية عن حبس 3 متهمين جدد منهم نازلى ابنة الفنانة نهى العمروسي وأحمد جنزوري، منظم الحفلات، وإخلاء سبيل 4 متهمين بكفالة 300 ألف جنيه لـ 3 منهم، فضلا عن رابع بضمان محل إقامته.
 
وأكدت مصادر مطلعة، أن القضية متشعبة وأن عدد المتهمين في ازدياد مستمر، وفق ما تسفر عنه إقرارات واعترافات المتهمين المحبوسين والخاضعين للتحقيقات.