كتب – روماني صبري  
اصدر المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بالقدس، بيانا جديدا جاء نصه : 
 
 مدينة القدس هي مدينة مقدسة لها مكانتها السامية في الديانات التوحيدية الثلاث وهي حاضنة اهم مقدساتنا واوقافنا المسيحية والاسلامية ، فلا يجوز على الاطلاق اعطاء مدينة القدس لون واحد وطابع واحد فهذا يشوه تاريخها ويسيء الى رسالتها ، نعلم جيدا ان مدينة القدس لدى اخوتنا المسلمين هي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولكنها بالنسبة الينا كمسيحيين هي قبلتنا الأولى والوحيدة.
 
فلا يوجد هنالك مكان في هذا العالم يمكن اعتباره اهم من مدينة القدس في الايمان والتاريخ والتراث المسيحي ، وكنيسة القيامة والقبر المقدس انما هي خير شاهد على حدث القيامة العظيم والذي يعتبر ركنا أساسيا من أركان إيماننا .
 
نرفض تهميش البعد المسيحي لمدينة القدس وهنالك من يتحدثون عن القدس وينكرون اهميتها في المسيحية وهذه هي العنصرية والكراهية التي نلفظها ونرفضها جملة وتفصيلا.
 
نحن لا ننكر اهمية القدس لدى الاخرين ولكن نرفض ان يقوم البعض بإنكار اهمية القدس في المسيحية ووجب ان نذكر من لم يقرأوا التاريخ جيدا بأن المسيحية في القدس لها حضور لم ينقطع لاكثر من الفي عام ونحن لسنا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض كما اننا لسنا بضاعة مستوردة من هنا او من هناك.
 
نرفض لغة الاقصاء ونكران وجود الاخر والتي لا يستفيد منها الا اولئك الذين لا يريدون الخير للقدس ولاهلها ومقدساتها واوقافها ، فلن تقوم لنا قائمة في مدينة القدس الا من خلال خطاب المحبة والاخوة والتلاحم والتلاقي والتسامح الديني بين كافة مكونات شعبنا ، أما لغة الاقصاء والتهميش فلا يستفيد منها الا اولئك المتربصين بقضيتنا وقدسنا ومقدساتنا .
 
ان من يستهدفون المقدسات والأوقاف الإسلامية هم ذاتهم الذين يستهدفون اوقافنا المسيحية وان تعددت الوسائل والأنماط المستعملة في هذا الاستهداف ،ولذلك وجب علينا كفلسطينيين مسلمين ومسيحيين ان نكرس ثقافة العيش المشترك والتسامح الديني وقبول الاخر ولفظ ورفض اي خطاب اقصائي طائفي ايا كان شكله وايا كان لونه لان هذا يتنافى وقيمنا الانسانية والروحية كما ولا ينسجم وثقافتنا الوطنية حيث ان الفلسطينيين تميزوا دوما بوحدتهم واخوتهم في ساحات النضال والكفاح من اجل الحرية.
 
المسيحيون الفلسطينيون هم اصيلون في انتماءهم لفلسطين ونحن لسنا اقلية او جالية او اهل ذمة او ضيوف عند احد ، فهذا الوطن هو وطننا وهذه الارض هي ارضنا وبلادنا هي ارض الميلاد والقيامة والبقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .
 
القدس مدينة توحدنا وتجمعنا كأسرة فلسطينية واحدة ولغة المحبة والاخوة والتلاقي والعيش المشترك والتسامح الديني هي مصدر قوة لكل واحد منا هي قوة للمسيحي وقوة للمسلم واولا وقبل كل شيء هي قوة لهذا الشعب الرازح تحت الاحتلال والذي يناضل ويكافح من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق السليبة .
 
اقول بأن المسيحيين الفلسطينيين وان اصبحوا قلة في عددهم الا انهم ليسوا اقلية وهم يفتخرون بانتماءهم لوطنهم وستبقى مدينة القدس مدينتنا وعاصمتنا وقبلتنا وحاضنة اهم مقدساتنا وحاضنة ثقافة المحبة والعيش المشترك والتي يسعى بعض المشبوهين المرتبطين باجندات خارجية للعبث بها ولكنهم فاشلون حتما في ذلك لان شعبنا اوعى من كل اجنداتهم ومشاريعهم وارتباطاتهم المشبوهة .