تفقدت سهير قنصوه مدير عام مناطق آثار مصر القديمة والفسطاط، عصر اليوم، الأعمال الجارية في سور مجرى العيون، وذلك في إطار المتابعة الميدانية للأعمال الجارية لإنشاء سور حامي للأثر.

وتابعت قنصوة الأعمال الجارية للوقوف علي أي معوقات تعيق سير للعمل، وسرعة إيجاد الحلول اللازمو، ورافقها أثناء الزيارة مصطفي صبحي مدير عام المتابعة لمناطق آثار مصر القديمة والفسطاط، ومفتشي آثار سور مجري العيون عمرو محمد، وأحمد عباس.

ومن ناحيتها أبدت قنصوة عدة ملاحظات كان أهمها كفاءة عمل المفتشين والمرممين، حيث تجري الأعمال في السور على قدم لإنجاز العمل طبقًا للجدول الزمني الموضوع وفقًا للمواصفات الفنية المطلوبة.

ويعرف سور مجرى العيون باسم قناطر المياه، وكانت بداية الفكر في عصر الناصر صلاح الدين الأيوبي، وجددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدًا كاملًا سنة 712 هـ - 1312 م، وأقام لها السلطان الغوري خلال حكمة مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.

ولم يبق من القناطر العتيقة التي أنشأها صلاح الدين شئيا غير بقايا قليلة في بداية المجرى من ناحية القلعة مواجهة لمسجد السيدة عائشة، كان قد استغل فيها سور القاهرة الذي بناه وجعل مجرى المياه أعلاه.

أما القناطر الحالية فقد بناها السلطان الناصر محمد بن قلاوون على مرحلتين، وقد أنشأ خلالهما أربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذي يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبي، وهو المبنى الذي حوله محمد علي باشا أثناء حكمة إلى جبخانه للسلاح، وقام السلطان الغوي بإنشاء مأخذ المياه في بداية السور، وعليه الرنك الخاص به.

وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديمًا حتى القلعة وقد بنى ها السور من الحجر النحيت وتجرى عليه مجراه فوق مجموعة ضخمنه من القناطر (العقود) المدببة كانت تنتهى بصب مياها في مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة، وفي عصر السلطان الغوري أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه آخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفسية لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.

وآلية عمل السور تضمن أمرين الأول هو إيصال المياه بسهولة وسرعة للقلعة، والثاني هو حماية المياه من اعتداء أي جيش يهاجم القلعة.

ومن ناحية إيصال المياه بسهولة فالسور يبدأ من عند النيل بمأخذ مرتفع للغاية، وبه سواقي ترفع مياه النيل لأعلى المأخذ حيث تصب في حوض يسمى حوض الترصيد، والذي تتم عليه عمليات معالجة وتنقية، والحوض مكسي بالفخار، وعندما تزداد المياه في حوض الترصيد تجري في المجراه المخصصة لها فوق السور، والتي كانت أيضًا مكسية بالفخار الذي يساهم في التنقية وسرعة الجريان.

وتتحرك المياه فوق السور دون آلات دفع أن السر يكمن في هندسة البناء، حيث أن السور به انحناءات وانكسارات متتالية مع انخفاضه التدريجي تجعل المياه تندفع تلقائيًا في المجراه الملساء حتى تصب في أحواض خاصة داخل القلعة.

والغرض الثاني وهو حماية المياه من أن يستولي عليها الجيش المحاصر للقلعة مثلًا، يتوفر أيضًا بسهولة لأن السور مرتفع للغاية، والمأخذ محمي بالجنود.

باستبدال التالف من أخشابها، وتدعيم ما يحتاج لدعم، وسوف يتم استكمال الأعمال بها خلال الأيام القليلة القادمة، ويعرف سور مجرى العيون باسم قناطر المياه، وقام بإنشاء هذه القناطر السلطان الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب (صلاح الدين الأيوبى) مؤسس الدولة الأيوبية في مصر الذي تولى الحكم من 565 هـ - 1169 م إلى 589هـ - 1193م.