عرض/ سامية عياد
"ها أنذا أجعل أمامك طريق الحياة وطريق الموت" طريقين أمام الإنسان عليه أن يختار أيهما يسير فيه ، الطريق الصعب ونهايته الأبدية ، الطريق السهل ونهايته الموت ..
 
نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية فى مقاله "الطريق بين الواسع والضيق" وضح لنا أن الطريق الضيق هو الطريق الذى أوصانا به الرب يسوع قائلا : "ادخلو من الباب الضيق ، لأنه واسع ورحب الطريق المؤدى الى الهلاك وكثيرون هم الذين يدخلون منه ، وما أضيق الباب وأكرب الطريق المؤدى الى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه" ، وهذا الطريق الضيق يصفه القديس بولس بأنه طريق يتصف بالاتعاب والأسهار والأصوام والضربات وغيرها من المشقات ، وقليلون يختارون الطريق الضيق أما الكثيرون يختارون الطريق الواسع .
 
لكن لماذا كثيرون يدخلون من الباب الواسع وقليلون يدخلون من الباب الضيق ؟ يقول القديس جيروم : "احترسوا من ملاذ الدنيا لأنها تضعف القلب وتقضى على روح المثابرة وتجعل من يجرى وراءها أن يرجع فى منتصف الطريق ولا يكمله ، لذلك قليلون من يستمرون فيه فرحين بصليب المخلص ليدركوا القيامة الحقيقية والفرح الأبدى الذى لا يوجد إلا فى السماء" ، وهذا يعنى أن مقومات طريق الحياة هى أولا : الاحتراس من شهوات العالم ومن الأشرار والهالكين "يا بنى لا تسلك فى الطريق معهم ، امنع رجلك عن مسالكهم" ،
 
ثانيا : علينا أن نستفيد من خبرات الآباء وأقوالهم لأنهم يدلوننا على الطريق الصحيح حتى لو كان صعبا ويقول القديس أوغسطينوس : "الطريق الذى سار فيه المسيح سر أنت فيه؟" ، ثالثا : نختبر ما هى إرادة الله ، "مختبرين ما هو مرضى عند الرب" ونتقو دائما بالنعمة التى فى المسيح يسوع ربنا ،
 
رابعا : بذل جهد كبير فى الطريق بدون ملل ولا كلل ، بل بتعزيات الروح القدس.
 
هب لنا يا رب القلب القوى بمحبتك الذى لا يضعف أمام مغريات العالم ، هب لنا أن نسير بفرح داخلى فى الطريق الضيق واثقين فى وعدك لنا بالحياة الأبدية ..