كتب – روماني صبري 
تمتع الفنان الراحل إبراهيم سعفان، بخفة ظل يحسد عليها في الحقيقة، فظهوره في الأعمال السينمائية، سرعان ما كان ينزل بنا أشد السعادة، أعماله لازالت تعيش في الوجدان، ولما لا وهو الذي برع في كوميديا الموقف، حين تبصره تشعر وكأنه صديق أبيك على الواقع، أو جارك، لملامحه المصرية وبساطته، كان فنان يشبهنا، لم يهبط علينا بالبراشوت، كما نرى اليوم، نذكر مشهده الشهير في  فيلم "تجيبها كده تجيلها كده هي كده إنتاج 1982"، بطولة الفنان سمير غانم ومديحة كامل وفاروق الفيشاوي، حين قال له رئيس مجلس إدارة الشركة، أمين أفندي  محبش حد من الموظفين يقول لحد صباح الخير ولا صباح الفل ... فاهم ؟، فرد عليه بتلقائية شديدة بعدما ضاق ذرعا من أوامره :" حاضر يا فندم ... هصدر تعليمات فورية إن أي موظف يقابل زميله الصبح يتف في وشه"، فقال حسن (سمير غانم) : الحقيقة يا سعادة البيه، فقاطعه أمين أفندي : أنت هترد على سعادة المدير العام، المدير : وميردش ليه يا سيدي، أمين أفندي : خلاص رد، حقا مشهد كوميدي عظيم، لازال حتى يومنا هذا يجعل كثيرون منا يقعون في نوبات ضحك شديدة
ولد سعفان في 13 سبتمبر عام 1924، بدرب سعفان بالحي القبلي بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، عقب تخرجه من المدرسة، ارتاد  كلية الشريعة بجامعة الأزهر، تحقيقا لرغبة أبيه، وتخرج في عام 1957، بعدها التحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج منه، حصل على وظيفة مدرس لمادة اللغة العربية في وزارة المعارف. 
 
 
المسرح 
أبصر فرقة نجيب الريحاني، وانضم لها وبقي عضوا فيها حتى رحل عن العالم، وحين خطى عالم السينما، بات من عمالقة الكوميديا، لخفه دمه، له أعمال مسرحية كثيرة منها: الدبور، سنة مع الشغل اللذيذ، وكان آخرها مزيكا مع سمير غانم ونوال أبو الفتوح.
 
سعفان يغضب المتشددون 
استبد الغضب بزملائه خلال دراسته بالمعهد الديني، حيث كان يقوم بالتمثيل وإخراج المسرحيات، وبذكاء شديد نجح في إقناعهم أن الفن رسالة.
 
أعماله التلفزيونية 
اللقاء الأخير، المصيدة، الهاربان، وجهان للحب، مليون في العسل، أعقل زوجين في العالم، وفي السينما قدم ، أونكل زيزو حبيبي، أضواء المدينة،  30 يوم في السجن، سفاح النساء، ميرامار، أكاذيب حواء، الحل اسمه نظيرة، القفل.
 
أصدقاءه المقربون 
جمعته صداقة قوية بالراحل فريد شوقي، وكذا الراحلين سيد زيان والفنان مظهر أبو النجا، وكذلك الفنان ضياء الميرغني، ابنه الأصغر "محمد"، يعمل عازف قانون بدار الأوبرا المصرية، وعرف بصرامته الشديدة مع أبناءه. 
 
تجربته الصعبة 
عاش تجربة صعبة قاسية، حيث خطف الموت 4 من أبنائه في عام واحد، على اثر إصابتهم بالجفاف، وعندما أنجبت زوجته بعدها أطلق على المولودة الجديدة اسم "رضا"، ثم عوضه الله بـ 4 أبناء آخرين.
 
النهاية 
عرفه الموت عام 1982، عن عمر يناهز الـ 58 عام عند تواجد في عجمان بالإمارات العربية المتحدة للتصوير باستوديوهات عجمان الخاصة إثر أزمة قلبية حادة