ما باقي إلا وجه الله".. تعبير شعبي يستخدمه المصريون للتعازي، لكنه يليق أيضاً لاستخدامه في وصف حقبة سابقة استمرت نحو 30 عاماً تخت حم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ثم تفرق رجالها في السنوات العشر الأخيرة بين الموت والسجن والخروج من المشهد تماماً لقضاء آخر ما تبقى من العمر بين الأبناء والأحفاد بعيداً عن أضواء السلطة ونفوذها.

 
وفاة حسين سالم عن عمر يناهز 85 عاما فى مدريد
في أغسطس من العام الماضي، توفى رجل الأعمال المصرى حسين سالم، بعد سنوات غربة قضاها فى العاصمة الأسبانية مدريد عن عمر يناهز الـ 85 عاما، إثر صراع طويل مع المرض.
ويعتبر سالم أحد أبرز روز نظام مبارك، في مجال الاستثمار والمنشآت السياحية، وفرض نفسه في عالم المال والسياسة على السواء، وبعد خروجه من المشهد تماما إثر ثورة 25 يناير، تمكن بعد 4 سنوات من التوصل إلى تسوية تقضي بالتصالح مع جهاز الكسب غير المشروع في القضايا المرفوعة ضده، في مقابل سداد نحو 5 مليار و700 مليون جنيه بالإضافة إلى التنازل عن بعض الأصول المملوكة له فى مصر. وقضى رجل أعمال "عصر مبارك" سنواته الأخيرة خارج البلاد حتى إعلان خبر وفاته.
 
حكم نهائي ضد صفوت الشريف بالسجن 3 سنوات
اليوم، رفضت محكمة النقض، الطعن المقدم من المحكوم عليه صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق، وأحد رموز عصر "مبارك"، على حكم سجنه لمدة 3 سنوات في قضية الكسب غير المشروع، وأيدت الحكم الصادر من الجنايات بالسجن والغرامة.
وقالت مصادر قضائية، إن الحكم الصادر اليوم من النقض، نهائي وبات واجب النفاذ، ولا يجوز الطعن عليه مجددا، وبناء عليه سيقضي الرجل الذي تجاوز الثمانين عاما وكان يشغل منصب رئيس مجلس الشورى في عهد مبارك، ووصف بأنه "الرجل القوي" داخل أروقة النظام الأسبق، بقية مدته داخل طرة حتى قضاء العقوبة كاملة.
 
زكريا عزمي "اعتزال اضطراري"
قرر زكريا عزمي رئيس دبوان رئيس الجمهورية السابق، وأحد رموز عصر "مبارك"، الاعتزال عن الحياة العامة والسياسية بعد أن أسدلت محكمة النقض في يناير 2019، الستار نهائيا في قضية الكسب غير المشروع المتهم فيها. ورفضت محكمة النقض الطعن على حكم محكمة الجنايات ببراءته وزوج شقيقته من اتهامهما بالكسب غير المشروع. 
 
وكان قد بدأ التحقيق في قضية الرجل الذي اشتهر بعبارة "الفساد للركب" بعد سقوط نظام حسني مبارك في فبراير 2011 ومرت القضية على مدار نحو 8 سنوات بالعديد من المحطات، حتى إسدال الستار.
 
أحمد عز يطلق السياسة والاكتفاء بـ"البيزنس"
يعتبر رجل الأعمال أحمد عز، أحد أبرز أركان نظام مبارك، وأشهر الأسماء في السنوات العشر الأخير لفترة حكم الـ"30 عاما"، وتولى عز أمانة تنظيم الحزب الوطني المنحل في سنواته الآخيرة، وفي 2011 أصبح من أوائل رجال النظام الأسبق الذي قدموا للمحاكمة، ودفع في فبراير 2018 1.7 مليار جنيه منها 600 مليون جنيه تم استردادهم من الخارج، مقابل التصالح.
 
وكانت محاكمته بدأت في 2011 عقب الثورة قضية أسهم الدخلية، وقررت المحكمة معاقبته بالسجن المشدد، وإلزامه برد جميع المبالغ موضوع التحقيقات في القضية، ثم قبلت المحكمة بالطعن الذي قدمع غز و أمام المحكمة  في مايو 2017 أعلن عز ربته في التصالح مع الدولة ورد الأموال المنهوبة إلى اللجنة القومية لاسترداد الأموال المهربة. وابتعد عز عن العمل العام والسياسي بعد 10 سنوات من سقوط نظام مبارك، مكتفياً حالياً بمتابعة بعض أعماله الاقتصادية.
 
فتحي سرور يرتدي "الروب الأسود" من جديد
صاحب الكلمة الشهيرة "موافقة"، القانوني فتحى سرور، أشهر رئيس لمجلس الشعب سابقاً، عاد إلى ممارسة وظيفته الأصلية وهى المحاماة بمجرد إخلاء سبيله، ويكتفي حالياً بإلقاء محاضرات لشباب المحامين فى معهد المحاماة بناء على طلبهم، ويتولى متابعة بعد الدعاوى القضائية داخل وخارج مصر، ويقضي يومه بين مكتبه فى جاردن سيتى، والمحاكم لمتابعة القضايا التى يترافع فيها، والمنزل وسط أسرته، في رغبة شديدة منه للابتعاد عن أي أحداث أو مواقف سياسية.
 
أحمد نظيف يعود إلى الجامعة
عاد أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، لممارسة حياته الطبيعية بعد انقضاء الدعاوى الجنائية التى كان محبوساً على ذمتها و التي بدأت في 2011 بحسبه 15 يوما على ذمة اتهامه  في فساد  صفقة توريد لوحات معدنية جديدة للسيارات، وفي 4 مايو 2016 قضت محكمة النقض ببراءة نظيف من تهمة الكسب غير المشروع، معلنة أن الحكم نهائي وغير قابل للطعن.
 
وبعد سنوات من البعد عن المدرج والطلاب، وعقب براءته فى قضية الكسب غير المشروع، أعلنت جامعة القاهرة في 2016 عودة الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء الأسبق، للتدريس بكلية الهندسة بجامعة القاهرة، وقالت الجامعة في 2016 إن قرار فصل الدكتور أحمد نظيف من الجامعة كان بسبب اتهامه فى قضية الكسب غير المشروع، وبعض القضايا الأخرى، وطالما حصل على البراءة فيها يحق له العودة للتدريس مرة أخرى.
وفاة مبارك وجنازة عسكرية في الخروج الأخير
وكان قد توفي الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، عن عمر ناهز 92 عاماً، وقد شيع جثمانه في جنازة عسكرية حضرها مختلف قيادات الدولة، ونعته مؤسسات الدولة في عدة بيانات رسمية بوصفه أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة.