كالعادة، باءت دعوات جماعة الإخوان المتكررة لتحريض المصريين على النزول والحشد يوم 20 سبتمبر بالفشل، لتنضم إلى نظيرتها السابقة في 11-11 و13 أغسطس و25 يناير و30 يونيو إلى آخره من التواريخ، إلا أن الأخيرة أصابت الجماعة بالجنون وأثارت نوع من الانقلاب بين صاحب الدعوات المقاول محمد علي'>الهارب محمد علي وإعلام الإخوان.  

وتعد هذه المرة الثانية، التي يطلب فيها محمد علي من المصريين النزول للتظاهر، حيث سبق ودعا الشعب في مثل هذا التوقيت من العام الماضي، لكن محاولته باءت بالفشل ليكرر المحاولة مرة آخرى خلال سبتمبر الحالي لتبوء بالفشل أيضا.

طالب المقاول الهارب وجماعات الإخوان عبر رسائلهم الإلكترونية بمواقع التواصل الإجتماعي، من المصريين الاحتشاد بالميادين، وجاء ذلك من خلال تدوينة نشرها قبل أسبوعين، داعيا فيها للاحتشاد يوم 20 سبتمبر 2020 -استكمالا للمحاولة الأولى الفاشلة- والإضراب والاعتصام، لكن هذه الرسائل الخبيثة لم يقابلها المصريين إلا بالوعي وعدم الانصياع لتحقيق رغباتهم الإرهابية.

تعرض محمد علي للصدمة وخيبة الأمل بعد فشل مخططه للمرة الثانية، الأمر الذي جعله يشطاط غطبا وجنونا، دفعه إلى بث فيديو يهاجم فيه قنوات المعارضة والفتنة الخاصة بالإخوان، متهما الإعلاميين فيها بالخيانة، لينقلب السحر على صاحبه.

ووجه حديثه إلى قنوات الجماعة الإرهابية خلال الفيديو، قائلا: "انتوا مريحين ولا بعافية إن شاء الله، ولا المذيعين مريحين فى البيت ولا إيه، انتوا بس فالحين فى الكلام وتقبضوا وبس"، ووصف الإعلاميين بالقنوات المحرضة والممولة التابعة للجماعة الإرهابية بالخونة قائلًا: "يالا يابيه، ماتطلعوا وتجيبوا شعب مصر، ولا تلزمونى يا خونة".

بدوره أرجع الباحث السياسي سامح عيد، انقلاب "محمد علي" على الجماعة، إلى الصدمة التي تلقاها من الشعب المصري، الذي وضعه في حرج بعدما رفضوا النزول وتلبية دعوته، لذلك وجه اللوم والفشل إلى قنوات الإخوان كتبرير لفشله وانعدام مصداقيته لدى المصريين.

وأضاف عيد في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه كان بمثابة ضيفا دائما على قنوات الإخوان، التي لم تتوان عن القيام بدورها في تحريض المصريين على الفتنة والنزول للتظاهر فضلا عن بث الفوضى داخل الدولة، لكن وعي المصريين أفشل مخططاتهم وأربك حساباتهم وجعلهم ينقلبون على بعضهم.

وأكد الباحث السياسي أن من يرتمي في أحضان الإخوان يعرض نفسه للرفض والهجوم وهذا ما حدث ما "محمد علي" وغيره من المصريين العاملين في قنوات الإخوان، مشيرا إلى أن محاولات الإخوان للتحريض لم ولن تفلح، نظرا لنفاذ رصيد الإخوان لدى الشعب بعدما فشل خلال حكمه لمصر، وما تبعه من فوضى وعنف وتخريب وإرهاب.

ونوه إلى أن الانقلابات داخل الجماعة ليس بالأمر الجديد، حيث يعاني الإخوان حاليا من حالة إنقسام وخلاف شديدة، ظهرت حدتها بعد القبض على مرشدهم المؤقت محمود عزت، والخلاف حول خليفته في الإرشاد، الأمر الذي تسبب في حالة من الصراع بين شباب التنظيم والقيادات القديمة "تنظيم 65"، الذي عُرف بالفساد والتشدد.