الشرقية - سارة على
" مودعنيش ولا قال انه مسافر وانا مكنتش أعرف انه ماشى ".. تلك كانت كلمات الأم المكلومة، والدة أحد ضحايا غرق قارب الهجرة الغير شرعية، بسواحل ليبيا، وسط دموعها المنهمرة على فقدان نجلها.
 
و أضافت الحاجة ام سعيد، من قرية دهمشا بمركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، أنها تلقت هاتف من ولدها يخبرها أنه مسافر ويوصيها بأطفاله المرضى، فصرخت لما تعلمه من أنه سيلقى مصير مجهول حاله حال غيره من المهاجرين الغير شرعيين.
 
و استكملت حديثها، أن الفقر كان دافعا له للهروب بهذه الطريقة المشبوهة، بعدما ضاق به الحال، وأراد تحسين حال أطفاله.
 
و من جانبه قال محمد سيد احمد، صديق المتوفى سعيد ابو شيحة، أنه كان يعمل باليومية على توك توك و ضاق بيه الحال فى الشتاء الماضى، خاصة حينما تسبب الطقس السئ و الأمطار فى انهيار منزله، فاضطر لاستئجار شقة سكنية، فتكاثرت عليه المصروفات، وضاق به الحال، مما جعله يلجأ للسفر.
 
و أضاف فى حديثه ل"اقباط متحدون".. أنه اب لثلاث اطفال مرضى، وزوجته مريضة روماتيد،  فأولاده هم محمود و حلمى ويوسف، أكبرهم بالصف الثانى الإبتدائى.
 
و تابع .. "  زادت أوجاعه حين مرض أطفاله واكتشف إصابتهم بسرطان، و تم جمع تبرعات من أهالى القرية ومحاولة إدخالهم مستشقى 57357، فما كان منه إلا انه واجه الموت ليجد مخرجا مما هو فيه.
 
و أكد صديق الفقيد أنه لم يخبر أى من المقربين له بنبأ سفره حتى والدته لم تكن تعلم، لافتا إلى أنه حين ورد للقرية نبأ غرق القارب زاد التوتر وبدأ  البحث حتى تم تصوير جثتين، كان سعيد من بينهما، و تم التواصل لحين وصول الجثة لدفنها بمسقط رأسه بالقرية
 
و كان المئات من أهالى قرية دهمشا بمركز مشتول السوق، قد شيعوا شيع جثمانى "سعيد أبو شيحة" 43 عاما، وأحمد القطاط، 13 عاما، من أبناء القرية، شابين من ضحايا غرق مركب الهجرة غير الشرعية، والتى غرقت بسواحل ليبيا منذ أيام قليلة،  إلى مثواهما الأخير بمقابر القرية، و جارى البحث عن جثث باقى الضحايا والمفقودين