كتبت – أماني موسى
احتفل محرك البحث العالمي جوجل، بالذكري 112 لمولد الممثلة والمخرجة المصرية بهيجة حافظ، من خلال وضع صورتها في صدر صفحتها الرئيسية المخصصة لمحرك البحث.. فمن هي بهيجة حافظ؟


أول امرأة تقوم بتأليف الموسيقى التصويرية بالأفلام المصرية
بهيجة حافظ (4 أغسطس 1908 - 13 ديسمبر 1983)، هي ممثلة ومخرجة وكاتبة مصرية، وهي من رائدات صناعة السينما وأكثرهن ثقافة، وأول امرأة قامت بتأليف الموسيقى التصويرية للأفلام في السينما المصرية.

ابنة إسماعيل محمد حافظ باشا
وُلدت الفنانة "بهيجة حافظ" في 4 أغسطس عام 1908 بحي محرم بك بالإسكندرية، وهي ابنة إسماعيل محمد حافظ باشا، الذي كان يعمل ناظرًا للخاصة السلطانية في عهد السلطان حسين كامل وكان إسماعيل صدقي رئيس وزراء مصر في عهد الملك فؤاد الاول من أقربائها.

دراسة الموسيقى بباريس.. والدها يعزف عدة آلات ووالدتها وأشقائها أيضًا
درست تعليمها الأول بالإسكندرية في مدرسة الفرنسيسكان ومدرسة الميردي ديو، وأنتقلت بعدها إلى باريس لدراسة الموسيقى، فسافرت إلى فرنسا عندما كان عمرها 15 عامًا وحصلت على شهادة جامعية من الكونسرفتوار في الموسيقى عام 1930.

تأليف أول مقطوعة موسيقية لها في التاسعة من عمرها
ونشأت بهيجة لعائلة محبة للموسيقى، إذ كان والدها "إسماعيل حافظ باشا" هاويًا للموسيقى، وقد مارس تأليف الأغاني وتلحينها، وكان يعزف على العود، والقانون، والرق، والبيانو، وكانت والدتها تعزف على الكمان والفيولنسيل، بينما أخوتها يعزفون على الآلات المختلفة، أما بهيجة فكانت تعزف على البيانو، وبدأت العزف فى سن مبكرة حيث لم يتجاوز عمرها 4 سنوات وألفت أول مقطوعة موسيقية وهى فى التاسعة من عمرها.

عملها بالإخراج والتمثيل وتصميم الأزياء السينمائية
ولم يقتصر عملها في الاخراج والتمثيل وتأليف الموسيقى فقط، ولكنها عملت ايضًا في مجال المونتاج وتصميم الأزياء السينمائية والكتابة.

علاقتها بالموسيقى.. أول مقطوعة لها باسم بهيجة
كان للمايسترو الإيطالي "جيوفاني بورجيزي"، والذي كان يقود الفرقة الموسيقية بالإسكندرية، أثر كبير في حياة "بهيجة حافظ"، فقد كان يتردد على قصرهم في حيّ "محرَّم بيك" بحكم صداقته لوالدها، لذلك درست قواعد الموسيقى الغربية على يديه. وتقول "بهيجة حافظ" إنها بدأت تعزف على البيانو وهي في سن الرابعة، وإنها قد ألّفت أول مقطوعة موسيقية وهي في التاسعة، حيث أعجب والدها بهذه المقطوعة وأسماها "بهيجة". بعد ذلك ألّفت مقطوعتين، الأولى اسمها "من وحي الشرق" والثانية "معلهشي".

زواجها وطلاقها ثم انتقالها للقاهرة
تزوجت بهيجة حافظ من رجل لا يحب الموسيقى، لم يشاركها هوايتها، ولعب هذا دورًا في طلبها للطلاق منه، وبعد طلاقها ووفاة والدها لم ترغب بالبقاء في الإسكندرية وغادرت إلى القاهرة لتبدأ صفحة جديدة من حياتها.

أول امرأة تلعب دور البطولة وتخرج عدة أفلام
كان لصورتها التي نُشرت على غلاف مجلة "المستقبل"، وكُتب تحتها "أول مؤلفة موسيقية مصرية"، دورًا كبيرًا في شهرتها، إذ تم اختيارها للعب دور البطولة في فيلم "زينب" عام 1930، الذي وضعها على أول طريق التمثيل.


فيلم زينب وإشعال الصراع مع عائلتها بسبب رفضهم للتمثيل

ولم تكتف بهيجة حافظ ببطولة الفيلم فحسب، بل ألفت أيضًا الموسيقى التصويرية له التي تتكون من 12 مقطوعة، كما أنشأت لاحقًا شركة إنتاج سينمائي أخرجت عددًا من الأفلام.

قاطعوني ومحدش كان بيسلم عليا
وتسبب الفيلم في اشتعال أزمة مع عائلتها التي بالرغم من حبها للفن، إلا إنها كانت تنظر إلى الفنانين نظرة دونية، فقالت بهيجة عن ذلك في فيديو نادر لها: " لما اشتغلت في الموسيقى كان أهلي رافضين، فبعدها أتعرض عليا فيلم (زينب)، فعملته وقلت زي بعضه طالما هما زعلانين أعمل الشغلانة دي بالمرة، ولما الفيلم اتعرض في مصر حقق نجاحًا كبيرًا جدًا، وأهلي قاطعوني ومش أهلي بس كل الناس في إسكندرية اضطهدوني ومحدش كان بيسلم عليا".

أمها تبكي وفاتها بالفيلم وابنتها تطمئنها أنا هنا يا ماما
وأضافت: "لما الفيلم اتعرض في الإسكندرية، والدتي قالت ودوني أشوف بنتي أنا مشفتهاش من 3 سنين، فجابوها عشان تشوفني، لما شافت مشهد موتي في الفيلم، أُغمى عليها، افتكرتني مت بجد، وفضلت تقول بنتي ماتت، فنزلتلها وقولتها انا هنا يا ماما".

إنشاء أول نقابة عمالية للموسيقيين
وفي عام 1937 أنشأت حافظ أول نقابة عمالية للموسيقيين، وظلت هذه النقابة قائمة حتى عام 1954، كما أنشأت صالونا ثقافيا عام 1959 داخل قصرها في شارع قصر النيل، كان له نشاط ثقافي وفني بارز.


طارق الشناوي: لم يذكرها أحد بمقدار القيمة التي قدمتها
يذكر أن الناقد طارق الشناوي قد صرح عنها في أحد حواراته الصحفية السابقة بأنها أكثر شخص ظلم بالسينما المصرية وأسماها شهيدة السينما المصرية، إذ أنها أعطت الكثير بل أعطت كل ما تملك ولم تأخذ ما تستحق ولم يذكرها أو يكرمها أحد بمقدار القيمة التي قدمتها.

خسرت كل شيء مقابل الفن واكتشف جيرانها وفاتها بعد يومين ولم يودعها أحد
وتابع: "بهيجة حافظ درست موسيقى، وعملت بالمونتاج والغناء، عملت في السينما بالعديد من المهن، هي خسرت كل حاجة، كمان هي من عيلة غنية، وحبها للسينما خلى عيلتها تتبرأ منها، وفي آخر عمرها، ظلت حافظ طريحة الفراش لسنوات طويلة، واكتشف الجيران وفاتها بعد يومين من مفارقتها الحياة في 13 ديسمبر 1983، وشُيعت لمثواها الأخير من دون أن يحضر جنازتها أي من الفنانين.