إعداد وتقديم : بيتر عاطف

معظمنا يعرف القائد العسكري الفرنسي " نابليون بونابرت " الي قاد حملة عسكرية كبيرة لاحتلال مصر سنة 1798 

لكن الي كتير مننا ميعرفهوش ان دي مكانتش اول محاول لفرنسا علشان تحتل مصر لانه في سنة 1672 كان فيه مخطط ومشروع سري من فرنسا وملكها لويس الرابع عشر انه تحتل مصر 
وفضل مخطط فرنسا باحتلال مصر سري لأكثر من 100 سنة 
والمشروع السري ده هو الي وجه انظار العالم كله لأهمية مصر الحضارية والعسكرية والتاريخية 
علشان يزيد طمع المحتلين في مصر 
هنوضح في الحلقة دي تفاصيل المخطط والمشروع السري لفرنسا لاحتلال مصر 
 
مش كتير من الناس تعرف العالم والفيلسوف الألماني " جوتفريد فيلهيلم لايبنتز Gottfried Wilhelm Leibniz " 
والي كان عالم في مجالات كتير زي الرياضيات والفلسفة واللاهوت والفيزياء ...
وسمع العالم والفيلسوف ده ان ملك فرنسا لويس الرابع عشر بيحضر جيش كبير لغزو بعض الولايات التابعة للإمبراطورية الجرمانية والي كانت بتضم المانيا والنمسا وأجزاء من هولندا 
وكان رأيه ان لازم الدول الأوروبية يتوقفوا عن الحروب والنزاعات بينهم وبين بعض 
وانهم يوجهوا كل انظارهم واطماعهم للشرق للحصول على خيراته وان الدول الأوروبية تستخدم الخيرات دي علشان تتقدم .
 و كتب مذكرة طويلة من مئات الصفحات ليعرضها على الملك لويس ، 
الوثيقة دي سماها ( المشروع السري لغزو مصر ) وطبعا هوا مابقاش سري ولا حاجة والناس دلوقتي كلها عرفته
وعرض الفيلسوف والعالم جوتفريد لايبنتز المذكرة امام الملك لويس الرابع عشر
في مجلس يضم كبار مستشارين ملك فرنسا عام 1672 ، قعد الملك لويس الرابع عشر يسمع الألماني الشاب ( الي كان عمره 26 سنة لما قدم مشروعه للملك )
اللي قال له خطبة طويلة جدا هنذكر منها جزء معين هو :
" أريد أن أتكلم إليكم يامولاي في مشروع غزو مصر ، لا يوجد بين أجزاء الأرض جميعها بلد يمكن التسلط منه على العالم كله ، وعلي بحار الدنيا بأسرها غير مصر ... 
لماذا نخسر تلك الأرض المقدسة التي تصل أسيا بأفريقيا ، والتي جعلتها الطبيعة حاجزة بين البحر المتوسط والبحر الأحمر ، ومدخلاً لبلاد الشرق جميعها ومستودعاً لكنوز أوروبا والهند ..
يعد هذا المشروع واحداً من اكبر المشاريع التي يمكن القيام بها وأكثرها سهولة وتخلوا من المخاطر ...
وسوف يرسخ هذا المشروع بصورة مؤكدة السيادة في البحر والتجارة  "
و بيلفت الفيلسوف الألماني الشاب نظر الملك أن مشروعه دا كان قبل كدا محل تفكير من كثير من العظماء..
ولفت نظر الملك كمان على الخلاف التاريخي اللي حصل بين الملك ريتشارد الأول ( قلب الأسد ) ملك انجلترا ، والملك فيليب أوجست ملك فرنسا وقت الحروب الصليبية في الشرق لما تمسك الملك ريتشارد بالتوجه نحو القدس واحتلالها مباشرة ، وكان رأي الملك فيليب انه يغزو مصر ويضمها لأملاك فرنسا أو ينشيء هناك مملكة أو امارة أوروبية لأنه كان بيتوقع أن أي حملات صليبية في فلسطين مش هايكون لها أي جدوى طول ما مصر مملكة قوية بتقاوم الوجود الصليبي ، فلازم الأول القضاء عليها . وطبعا شارك الملك فيليب الرأي دا حفيده الملك لويس التاسع اللي قرر يغزو مصر بنفسه في زمن السلطان نجم الدين أيوب لغاية هزيمته في معركة المنصورة على يد قوات المماليك ، وأسره في بيت ابن لقمان وافتداؤه بمبلغ كبير 
واكد كمان على أهمية مصر الكبيرة للإمبراطورية الرومانية وازاي استفادت روما من مصر بشكل كبير 
وكمان ان قوت الدولة الإسلامية زادت بعد ضم مصر ومبدأتش الحضارة الإسلامية في الانحدار الا بعد انحدار الحضارة في مصر بعد ما وقعت في قبضة العثمانيين 
وأبدى الفيلسوف الشاب أسفه على التنافس العسكري اللي كان بين بريطانيا وفرنسا والحرب الي كانت بينهم الي عرفت باسم حرب " المائة عام "
 اللي راح ضحيتها ناس كتير من الجانبين ، في حين انهم كان يجب عليهم انهم يوجهوا نظرهم للشرق لفرض سيطرتهم عليه بدل مايحاربوا بعض ...
 وعلى عكس كتير من الأوروبيين في الوقت دا كان لايبنيتز عنده حالة من الانبهار بتاريخ مصر وحضارتها ،
 وقال للملك أن غزو مصر في الغالب بيكون شيء سهل 
ولزيادة في الأطمئنان قال ان المصريين في الوقت الحالي بيكرهوا حكامهم من العثمانيين والمماليك كراهية شديدة ، 
ولو جه اي غازي من برا هايساعدوه عشان يخلصوا من المحتل اللي تعبهم لسنين طويلة جدا 
واختتم لايبنتز كلامه ان غزو مصر هو حق اكيد لفرنسا بل هو واجب عليه وانه لازم يستعمر دول في الشرق زي ما بريطانيا استعمرت الهند 
واكد للملك ان وجود فرنسا في مصر هايسبب ضعف كبير لبريطانيا  في الهند 
وعلى الرغم من أن الملك لويس الرابع عشر ماقتنعش أوي بكلام الفيلسوف الشاب ، 
بدليل انه طلع بعدها بالفعل في غزوات وحروب عديدة لهولندا وشرق بلجيكا ،
 لكنه حفظ “ المشروع السري " بتاع لايبنيتز في المكتبة الملكية في باريس ،
وبعد اكتر من 100 سنة وقع المشروع السري لغزو مصر في يد شاب اسمه نابليون بونابرت ، ليحول كلام لايبنتز الى حقيقة ويخرج في حملة بأكثر من 36 ألف جندي عشان يبني لنفسه مجد في بلاد الشرق ويحتل مصر 
ويضر بمصالح بريطانيا في مستعمراتها في الهند 
وكدة لفت انظار العالم كله لأهمية موقع مصر السياسية والجغرافية والعسكرية 
 
مراجع المعلومات :
المخطوط السري لغزو مصر – د/ أحمد يوسف
الولع الفرنسي بمصر من الحلم إلى المشروع – د/ أحمد يوسف