عرض/ سامية عياد
الأعمال الصالحة أوالأعمال الشريرة تعتمد على كنز خفى هو القلب ، فإذا كان القلب نقى يضفى على صاحبه النقاوة والفضيلة أما إذا كان القلب شرير يضفى على صاحبه التذمر وعدم الفضيلة والسقوط فى الخطية بإستمرار..
 
نيافة الأنبا بنيامين أسقف المنوفية فى مقاله "البعد الخفى" حدثنا عن الكنز الخفى الذى يعتمد عليه الإنسان فتخرج تصرفاته وسلوكه واعماله نتاج هذا الكنز "الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصالحات ، و الإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور" ، ونرى فى مثل العذارى الحكيمات والجاهلات تطبيقا عمليا للكنز الخفى ، الحكيمات معهم الزيت الكافى لإنارة مصابيحهن إشارة الى القلب الممتلى بالخير ومحبة الله الذى يضفى على صاحبه العمل الصالح وبالتالى الاستعداد فى أى وقت لملاقاة الرب يسوع ، أما الجاهلات اعتمدنا على الزيت الموجود فى مصابيحهن ولكن لم يكن معهم زين خفى لملىء المصابيح بشكل مستمر .
 
ليس المهم هو المصباح المتقد بشكل مؤقت إشارة الى الأعمال المرئية المظهرية التى تنتظر المديح الأهم هو الزيت الخفى الذى يملىء المصابيح دائما إشارة الى القلب النقى العامر بمحبة الله والاستعداد فى أى وقت ، معنى هذا أن الأعمال الصالحة تنبع من الداخل وأن العمل الروحى الداخلى هو أساس كل عمل صالح خارجى ، فالفضيلة هى عمل داخلى لأن "هوذا ملكوت الله داخلكم" لذا يوصى القديس بطرس قائلا: "لا تكن زينتكن الزينة الخارجية ... بل إنسان القلب الخفى فى العديمة الفساد ، زينة الروح الوديع الهادىء الذى هو قدام الله كثير الثمن" .
 
علينا بالجهاد الروحى الداخلى لكى يمتلىء القلب بالنقاوة والوداعة والمحبة فيفيض على الخارج ويظهر على هيئة أعمال صالحة هدفها خلاص النفس والحياة الأبدية..